
خيمت الصدمة على هونغ كونغ بعد أن تمكنت فرق الإطفاء، الخميس، من السيطرة على أحد أسوأ الحرائق التي شهدتها المدينة منذ عقود، بعدما اندلع في مجمع سكني مكتظ، مخلفًا 55 قتيلًا على الأقل، فيما لا يزال نحو 300 شخص في عداد المفقودين وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة.
امتدت ألسنة اللهب لساعات طويلة في مجمع وانغ فوك كورت بمنطقة تاي بو شمالي المدينة، حيث واجهت قوات الإطفاء حرارة خانقة ودخانًا كثيفًا بينما كانت تحاول الوصول إلى السكان المحاصرين في الطوابق العليا. يضم المجمع ثمانية أبراج تحتوي على ألفَي شقة يقيم فيها أكثر من 4600 شخص، في منطقة تعاني أصلًا من أزمة سكن خانقة.
وفي محيط المجمع، بدت المأساة واضحة على وجوه السكان الذين فقدوا منازلهم وكل ما يملكون. يقول “وان”، البالغ من العمر 51 عامًا، وقد أنهكه التعب والحزن: "اشترينا شقتنا هنا قبل أكثر من عشرين عامًا… كل ذكرياتنا وممتلكاتنا كانت داخلها. الآن تحوّل كل شيء إلى رماد. ماذا تبقى لنا؟"
على بُعد أمتار، كانت “نج”، 52 عامًا، تقف مذهولة أمام مركز إيواء مؤقت وهي تحمل صورة تخرّج ابنتها، عاجزة عن العثور على كلمات تفسر ألمها. قالت وهي تبكي:
“ابنتي وزوجي لم يخرجا بعد… لم يكن هناك ماء لإنقاذ المبنى. لم أعد أعرف أين أبحث.”
وفيما تتواصل جهود البحث والإنقاذ، كشفت الشرطة أن التحقيقات الأولية تُشير إلى احتمال وجود “إهمال جسيم” من جانب شركة بناء استخدمت مواد غير آمنة، ما قد يكون ساهم في سرعة انتشار الحريق.
تتزايد التساؤلات في هونغ كونغ حول المسؤولية والمحاسبة، بينما تبقى آمال مئات العائلات معلقة على أن يحمل الساعات المقبلة خبرًا يبدد بعضًا من هذا السواد الذي لف المدينة.
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |