تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات سرية داخل مناطق سيطرة حركة حماس في قطاع غزة، في محاولة للعثور على جثة الشرطي الإسرائيلي ران غويلي، آخر أسير محتجز لديها، في ظل تعذر حصول إسرائيل على معلومات دقيقة من حماس حول مكان وجوده.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، إن إسرائيل كثفت تحركاتها خلال الأسابيع الماضية، شملت اختطاف ناشط ميداني من "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في حي الزيتون بمدينة غزة، باعتباره مرتبطاً بشكل مباشر بجثة غويلي. وأضافت المصادر أن منطقة الاختطاف تقع على بعد نحو كيلومتر واحد غرب الخط الأصفر، وأن العملية نفذتها قوة إسرائيلية خاصة، وسط اعتقاد الأجهزة الأمنية أن المعتقل قد يمتلك معلومات حول مكان الجثة.

وخلال الأسابيع الماضية، زار وفد إسرائيلي العاصمة المصرية مرتين، كان آخرهما في 24 الشهر الماضي، والتقى بمسؤولين مصريين ووسطاء، لتقديم معلومات حول أسماء الأشخاص المتورطين في احتجاز غويلي وأماكن محتملة لدفنه. وقد جاء من بين هذه الأسماء الشخص الذي اختطف مؤخراً من قبل القوات الإسرائيلية الخاصة.

ورغم إعلان "سرايا القدس" في التاسع من الشهر الحالي عن تسليم آخر المختطفين لديها، تؤكد إسرائيل أن الجثة لا تزال بحوزة الجهاد الإسلامي، وأن حماس لم تمارس الضغط الكافي لإعادتها. واتهمت مصادر أمنية إسرائيلية حماس بالمماطلة ورفض استجواب عناصر الجهاد الإسلامي لكشف مكان الدفن، في حين امتنع الجيش الإسرائيلي عن استهداف بعض الأسماء تجنباً لفقدان معلومات حيوية.

من جهتها، نفت حماس و"سرايا القدس" التعليق على هذه الاتهامات، بينما أكدت مصادر داخل الجهاد الإسلامي أن الجثة كانت لديها لفترة قصيرة قبل تسليمها لكتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، في إطار التنسيق الميداني المشترك. وأشارت المصادر إلى أن الجثة انتقلت بين مواقع متعددة بسبب الاقتحامات الإسرائيلية، وقد تكون بعض أجزائها اختلطت بجثث فلسطينيين آخرين أو جرفت بفعل عمليات التجريف.

وتبقى عملية العثور على جثة غويلي معقدة للغاية، فيما تصر إسرائيل على استلامها قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الملف الذي سيطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال القمة المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين المقبل.