تلفزيون نابلس
كوكا كولا
تزايد الاضطرابات النفسية لجنود الاحتلال عقب مشاركتهم في الحرب على غزة
12/18/2025 7:20:00 AM

 كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تزايد الاضطرابات النفسية لجنود جيش الاحتلال عقب مشاركتهم في الحرب على غزة.


ونقلت عن ستة جنود احتياط قابلتهم الصحيفة حيث تحدثوا عن معاناتهم من اضطرابات نفسية حادة، عقب مشاركتهم في حرب بقطاع غزة.

وأدت مشاهد القتل والدمار التي استمرت على مدى عامين إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بنوبات هلع واضطرابات نفسية، وفق ما رووه للصحيفة، فيما قال أحدهم إن الأفكار التي راودته وصلت إلى حد التفكير في إحراق نفسه.

والثلاثاء، ارتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين انتحروا منذ بداية حرب الإبادة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 61، بعدما انتحر أحد الجنود داخل قاعدة عسكرية شمالي البلاد.

وتحدث الجنود لـ"هآرتس" عن معاناتهم من "أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الحاد" نتيجة ما عاشوه خلال الحرب.

ووصف تومر باداني (48 سنة)، وهو جندي احتياط خدم في وحدة تحديد هوية القتلى بالجيش، بشاعة المشاهد التي واجهها خلال مهمته قائلا، "لا ترى شخصا مات وعيناه مغمضتان كما في الأفلام، بل ترى أجزاء من الجثث، أشياء غير مألوفة".

وأضاف باداني، "في درجات الحرارة المرتفعة، يلتصق اللحم والعظام بهياكل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة".

وأردف، "أمسكت بكبد جندي بعد فصل جثته عن هيكل المدرعة".

ولفت إلى وجود حشرات ووصول جثث محترقة تعذر التعرف عليها، مبينا أنه "بعد حادثة قُتل فيها 21 جنديا، لم ينطق بكلمة واحدة لمدة ثلاثة أيام".

وأكد وقال إن حالته النفسية بلغت حدا جعله يرى أن "النجاة الوحيدة" قد تكون بـ"إحراق نفسه عند مدخل جناح إعادة التأهيل".

وفي قصة ثانية قال ناڤيه أمسالم (31 سنة)، الذي عمل مسعفا في اللواء 551 بالجيش، إن شعور الخوف بات يلازمه بشكل دائم.

وأضاف أن "كل خروج من المنزل يرافقه خوف، لا أعرف ما الذي قد يفجر داخلي نوبة عنف أو حالة انفصال نفسي، قد يكون صوتا أو مجرد شخص مريب، لكن أكثر ما أخشاه هو سماع شخص يتحدث العربية".

وأشار أمسالم إلى أن "الأمر صعب جدا بالنسبة لي، لأنني لست عنصريا ولا أكره العرب، لكن بعد ما حدث لا أستطيع المخاطرة بفقدان السيطرة".

كما تحدث أنه تعرض ذات مرة لحالة انفصال نفسي أفقدته الوعي لبضع دقائق، خلال نزهة خرج فيها مع كلبه في آب/ أغسطس الماضي، بعدما رأى "شخصا عربيا ينزف على الرصيف".

بدورها ذكرت ليئام حايكا الجندية في لواء الإنقاذ والإغاثة التابع لقيادة الجبهة الداخلية، أن قدرتها على النوم والحياة الطبيعية تلاشت بعدما شهدته من مشاهد مروعة خلال الحرب.

لا ترى شخصا مات وعيناه مغمضتان كما في الأفلام، بل ترى أجزاء من الجثث، أشياء غير مألوفة.
وتابعت حايكا، "كنت في (بلدتَي) جباليا وبيت لاهيا (شمالي غزة)، وشاركت في إجلاء الجرحى. رأيت جنودا قتلى، وبتر أطراف، والدم في كل مكان، وناسا يصرخون طلبا للمساعدة، وفوضى ورعبا".

وأضافت، "كان من المتوقع أن نواصل حياتنا كما لو أن كل شيء طبيعي، وكأننا لم نكن قبل لحظات في ساحة معركة، لكنني شعرت بضيق شديد، ولم أعد أستطيع النوم".

وأشارت إلى أن الجهات الإسرائيلية المختصة تجاهلت طلباتها للحصول على المساعدة، وأنها تعاني اليوم بشكل دائم من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وتتابع حايكا قائلة، "كنت أحلم بمسلحين يقتربون مني من مسافة قريبة وهم يحملون قذيفة (آر بي جي) وكنت أطلق النار عليهم دون أن يموتوا".

وأضافت: "وفي كابوس آخر رأيت نفسي أبحث عن جثث أفراد عائلتي".

بدوره، نقلت الصحيفة عن أساف عازر جندي احتياط في سلاح الهندسة قوله، إنه شهد مقتل جنود في شمال غزة، وهي لحظات قال إنها شكلت صدمة نفسية عميقة بالنسبة له.

ويروي عازر، "تمركزنا في منزل ببلدة بيت حانون، وصعد أحد جنودنا إلى السطح فأصيب بطلق ناري وسقط عند أقدامنا بجروح متوسطة، ثم بدأنا بهدم منزل تلو الآخر".

وأضاف أنه بعد نحو أسبوعين، شاهد جنودا وضابطا يركضون في أحد الأزقة باتجاه منزل، قبل أن يعودوا بعد نصف ساعة وهم يحملون الضابط على نقالة.

وتابع، "كنا نقف هناك، مجموعة من الرجال حول نقالة ونبكي. كان المشهد غير واقعي، في ظل الانفجارات وإطلاق النار في الخلفية".

كما أكد أنه في اليوم التالي أُصيب هو نفسه بانفجار ناجم عن عملية نفذها الجيش، متابعا "كنت أنا وجندي آخر نقف قرب منزل، فانفجر المنزل فوقنا. قواتنا فجرت الموقع من دون أن تعلم بوجودنا هناك".

من ناحيته، قال هنري بن شبات، وهو مختص عتاد في قوات الاحتياط باللواء الخامس، إنه بات يعاني من نوبات غضب حادة نتيجة أصوات الانفجارات ومشاهد المباني التي تنهار فوق ساكنيها.

وأضاف، "زرعت القوات عبوات ناسفة في مبنيين تمهيدا لهدمهما، لكن صاروخ (آر بي جي) أطلقه مسلحون خرجوا من نفق أدى إلى تفجير المتفجرات، ما تسبب في انهيار المبنيين فوق جميع من كانوا بداخلهما".

وتابع، "قُتل 21 جنديا، ودخلنا للمساعدة في عمليات الإخلاء، وكانت هناك مشاهد يصعب وصفها بالكلمات، إذ شاركنا في إخلاء أجزاء من الجثث للتعرف عليها".

وأردف، "بدأت أعاني من نوبات غضب، وكنت أرتعب من أبسط الأصوات، ولم أعد قادرا على النوم".

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة