اتهم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسرقة أموال الجنود وتوجيهها لدعم جماعات الحريديم المتشددة، التي ترفض أداء الخدمة العسكرية وتتهرب منها بشكل ممنهج.

وقال ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن نتنياهو يصرّ على الحفاظ على دعم حزبي الحريديم، “شاس” و“يهدوت هتوراه”، ولو كان الثمن اقتطاع الأموال المخصصة لجنود الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن الحكومة تضخ مبالغ ضخمة لإرضاء هذه الأحزاب وضمان بقائها في الائتلاف.

وأشار إلى أن حكومة نتنياهو، التي حمّلها مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل مكافأة المتشددين الدينيين على حساب الجنود الذين يتحملون أعباء الخدمة والحروب، في وقت يعاني فيه الجيش من نقص حاد في القوى البشرية.

وتأتي تصريحات ليبرمان في ظل احتدام النقاش داخل الكنيست حول مشروع قانون جديد يوسع تأجيلات التجنيد لطلاب المعاهد الدينية، وهو ما تعتبره قوى المعارضة تكريساً رسمياً لتهرب الحريديم من الخدمة العسكرية وإخلالاً بمبدأ المساواة.

وأكد ليبرمان عزمه العمل على تشكيل حكومة جديدة تضع قانون تجنيد موحداً يُلزم الجميع دون استثناء، داعياً في الوقت نفسه إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية لكشف ملابسات أحداث السابع من أكتوبر، ومحاسبة المسؤولين عنها.

وكان نتنياهو قد رفض في وقت سابق مطالب المعارضة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، مكتفياً بلجنة مستقلة ذات صلاحيات محدودة، الأمر الذي أثار موجة انتقادات واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية.

ويشكّل الحريديم نحو 13% من سكان “إسرائيل”، ويتمتعون بإعفاءات وتأجيلات متكررة من الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم للدراسة الدينية، ما فجر غضباً متصاعداً في الشارع الإسرائيلي، خاصة في ظل الأزمات الأمنية المتلاحقة ونقص الجنود خلال الحروب التي شهدتها المنطقة خلال العامين الماضيين.