تتزايد المخاوف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مع استمرار التوغلات في الجنوب السوري، إذ كشفت مصادر في تل أبيب أن الجيش يستعد لسيناريو اقتحام مفاجئ قد يعيد مشهد السابع من أكتوبر 2023، ولكن هذه المرة من جبهة الجولان.

وبحسب صحيفة معاريف، تشير التقديرات الاستخباراتية إلى احتمال نشاط مجموعات مسلحة في جنوب سوريا تعمل بتمويل ودعم إيراني، ما يرفع من مستوى القلق الإسرائيلي ويعيد رسم سيناريوهات الهجوم المباغت.

«سيناريو الرعب»

المصادر الأمنية كشفت أن إسرائيل تتحسّب لعملية اقتحام مفاجئ عبر نحو 40 شاحنة أو سيارة دفع رباعي من طراز “تويوتا”، تحمل كل منها ما يصل إلى 10 مسلحين مجهزين بأسلحة خفيفة وعبوات وقنابل. ويُعتقد أن هذه المجموعات يمكن أن تنطلق من نقطتين أو ثلاث في جنوب ووسط الجولان السوري باتجاه الحدود الإسرائيلية خلال دقائق معدودة.

ورغم أن القوات السورية التي انتشرت في الجنوب منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 أقامت عشرات الحواجز لمنع أي اختراق، إلا أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن وصول عدد محدود من هذه السيارات إلى الكيبوتسات والقرى الزراعية قد يكون كافيًا لحدوث “كارثة أمنية”.

احتكاك ميداني يرفع التوتر

وفي حادثة زادت التوتر، واجه مدنيون سوريون قوة من لواء المظليين الاحتياطي 55 خلال عملية توغل إسرائيلية في قرية خان عنبة شرق القنيطرة، ما أدى إلى إطلاق نار لتحرير القوة التي قالت إنها تعرضت لمحاولة تطويق.

انتشار إسرائيلي غير مسبوق جنوب سوريا

منذ سقوط النظام السوري السابق عام 2024، عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجنوب السوري متجاوزة خطوط وقف إطلاق النار لعام 1974، بما في ذلك السيطرة على نقاط مراقبة مهمة في جبل الشيخ.

ورغم ست جولات مفاوضات بوساطة أميركية بهدف تثبيت ترتيبات أمنية جديدة، لم يتحقق أي اتفاق، وتوقفت المحادثات في سبتمبر 2025.

وبين تصاعد التحذيرات من هجمات ممولة إيرانيًا، وعمليات التوغل الإسرائيلية العميقة داخل الأراضي السورية، تبدو جبهة الجولان مرشحة لتكون ساحة التوتر الأخطر في المرحلة المقبلة