وجّه الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، الثلاثاء، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أول ظهور إعلامي له منذ مغادرته منصبه منتصف يونيو/حزيران الماضي، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي كلمته خلال مؤتمر "أسبوع السايبر" بجامعة تل أبيب، أطلق بار تصريحات غير مسبوقة ضد القيادة السياسية دون أن يسمّي نتنياهو صراحة، قائلاً:
"في القيادة، الأفضل أن تتحمّل المسؤولية عن الإخفاقات، لا أن تنسب الفضل لنفسك في النجاحات".

وأضاف أن التحقيق الرسمي هو السبيل الوحيد لمعرفة حقيقة ما جرى في 7 أكتوبر، "وكيف حدث الإخفاق، ولإنهاء نظريات المؤامرة الخطيرة التي تهدد إسرائيل".

وشدد بار على أن عدم فتح تحقيق شامل "يعني الحكم على الشعب الإسرائيلي بانتظار السابع من أكتوبر القادم"، في إشارة إلى إمكانية تكرار الفشل الأمني والسياسي.

وتأتي تصريحات بار في وقت يواصل نتنياهو رفضه تشكيل لجنة تحقيق رسمية، مكتفياً بلجنة "مستقلة" أعلنها في نوفمبر الماضي، اعتبرتها المعارضة عديمة الصلاحيات ووسيلة لـ"التهرب من المسؤولية".

وفي المقابل، أكدت لجان مدنية إسرائيلية، آخرها لجنة تحقيق مستقلة في مايو/أيار الماضي، أن حكومة نتنياهو فشلت في حماية المواطنين ويجب أن تتحمّل المسؤولية المباشرة.

ورغم أن قادة عسكريين وأمنيين كباراً قدّموا استقالاتهم عقب هجوم "حماس" في أكتوبر 2023، لا يزال نتنياهو يرفض الاعتراف بأي تقصير، بينما يواجه محاكمات بتهم فساد وملاحقة من المحكمة الجنائية الدولية بموجب مذكرة اعتقال تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 8 أكتوبر 2023 في ارتكاب جرائم إبادة جماعية خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق بيانات فلسطينية رسمية.

تصريحات بار، التي أتت بعد استقالته إثر خلاف عميق مع نتنياهو بسبب "انعدام الثقة"، تعمّق الأزمة السياسية داخل إسرائيل وتزيد الضغط على رئيس الوزراء الذي يواجه أعلى مستويات الانتقاد منذ سنوات.