12/29/2025 9:10:00 AM
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق تحقيقات عميقة وشاملة في الحروب التي نفّذها في ساحات متعددة، بينها قطاع غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية والجولان السوري المحتل، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ نهاية التحقيقات الرئيسية لمعركة 7 أكتوبر 2023.
وتأتي هذه الخطوة في ظلّ تقييم داخلي أوسع لأداء المؤسسة العسكرية خلال الحرب الممتدة، في محاولة لفهم الدروس المستفادة من المواجهات، وتحليل النتائج الميدانية والاستراتيجية التي رافقت الصراع على مدار السنوات الماضية، حسب ما كشفته مصادر عبرية مطّلعة.
وقالت صحيفة يديعوت العبرية إن الجيش بدأ سابقًا في استكمال التحقيقات الخاصة بـحرب أكتوبر، لكنه يسعى الآن إلى فتح جولات تحقيق إضافية تشمل سلسلة من المعارك الكبرى التي خاضها في غزة ولبنان وأماكن أخرى، في إطار خطة شاملة لتحليل الأداء العسكري وتصحيح المسارات المستقبلية.
وأفادت المصادر بأن خطة التحقيق، التي تحت إشراف رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء أيل زامير، ستُناقش خلال مؤتمر عسكري عالي المستوى في الأيام المقبلة، ويُتوقع أن تشمل ست معارك رئيسية في غزة، منها الاقتحام الأصل للقطاع، المعارك في خان يونس، اقتحام رفح، والمناورات في جباليا، إضافة إلى أذرع عمليات مثل “مركبات جدعون أ’ وب’”، التي أثارت جدلًا داخل المؤسسة العسكرية وأُوقفت في اللحظات الأخيرة بسبب اتفاقات تهدئة مع حركة حماس.
وأكدت المصادر أن التحقيق لن يقتصر على تقارير وحدات قتالية فردية، التي أُعدت بالفعل خلال الحملة العسكرية، بل سيرفع إلى تحقيقات استراتيجية أوسع تهدف إلى تحليل الأسباب التي أدّت إلى عدم تمكن الجيش من تحقيق حسم كامل في الحرب، بما في ذلك قرارات قيادة الجيش بإنهاء المعارك دون تحقيق هدف هزيمة حماس كقوة عسكرية محددة.
ومن المرجح أن تشمل التحقيقات كذلك مراجعة القدرات الاستخبارية في مواجهة شبكة أنفاق حماس، وكيف تعامل الجيش مع هذه التحديات الحقلية الممتدة طيلة فترة الحرب، إذ إنها أثّرت بشكل بارز على العمليات البرية وأجبرت القوات على تطوير أساليب ميدانية جديدة للتعامل مع تلك البنى تحت الأرض.
ولن تقتصر التحقيقات على غزة فحسب، بل ستمتد إلى ساحات أخرى شملت جنوب لبنان، في إطار مواجهة التهديدات المحتملة وفاعلية العمليات البرية والجوية التي شنّها الجيش هناك خلال مراحل الصراع المختلفة. كما تتضمن المراجعة تحليل أداء الجيش في مناطق مثل الشمال السوري المحتل (هضبة الجولان)، حيث واجهت القوات تحديات في تنفيذ العمليات البرية المشتركة مع شريكٍ محلي.
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، ستضم لجان التحقيق قيادات عليا شاركت في الحرب نفسها، إلى جانب احتمال إشراك فرق خارجية مستقلة يقودها ضباط احتياط كبار، في حين سيقرر رئيس الأركان التشكيلة النهائية لفِرق التحقيق.