تلفزيون نابلس
كوكا كولا
"إسرائيل" تعترف بعقدين من العمى الاستخباراتي المزمن تجاه حماس .. و7 أكتوبر فضح الفشل الاستخباراتي
12/26/2025 8:10:00 AM

 أقرّت مصادر أمنية اسرائيلية بأن جهاز (الشاباك)، ووحدة 504 للاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات (الموساد) لم يمتلكوا طوال نحو 20 عامًا أي عميل استخباراتي ذي قيمة داخل قيادة حركة حماس في قطاع غزة، في انتقاد ضمني لقدرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل هجوم 7 أكتوبر.


وأشارت صحيفة "معاريف" إلى أن "غياب العملاء" داخل صفوف قيادة حماس يمثّل ثغرة استخبارية خطيرة قد فسّرت جزئيًا فشل الأجهزة في توقع الهجوم الواسع الذي شنه حماس على إسرائيل. ونقل التقرير عن مصادر انتقادها لعدم امتلاك تقارير استخبارية جوهرية عن حركة حماس رغم السيطرة الأمنية الطويلة على قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن ادعاءات حول وجود عميل باسم "سردين أخضر" في غزة، كما زعم عضو الكنيست إلموغ كوهين خلال جلسة برلمانية، لا أساس لها في الواقع، ولم يوجد أي جهاز أمني إسرائيلي يتعامل مع شخصية بهذا الاسم. وقد استخدم كوهين اسمًا رمزياً زاعمًا أن هذا العميل أخبر الأجهزة الأمنية عن اجتماعات لحماس قبل 7 أكتوبر، لكن الادعاء وُصف بأنه "مزحة" أو اختلاق.

كما أفاد التقرير بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت على علم بتجمعات في مساجد غزّة قبل الهجوم، لكن هذه المعلومات كانت جزءًا من تحذيرات عامة أرسلها الشاباك إلى بقية الأجهزة، ولم تشكل مؤشرًا واضحًا على استعدادات لهجوم واسع. في الواقع، تقديرات الشاباك و"أمان" (الاستخبارات العسكرية) كانت تشير إلى أن حماس ليست في طور تصعيد كبير قبل 7 أكتوبر، مما يعكس عدم تفسير دقيق للإشارات المخابراتية.

ويبرز التقرير انتقادًا مباشرًا للقيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لعدم اتخاذ إجراءات استباقية رغم التحذيرات الأمنية من مخاطر الحرب. وذكر أن نتنياهو تلقّى في يوليو 2023 تحذيرًا من الشاباك بأن الوضع قد يتحول إلى "إنذار لاندلاع حرب"، لكنه لم يشترط عقد مناقشة مضبوطة أو نشر جاهزية خاصة لدى الأجهزة. وقد اعتُبر هذا النهج رخصة في تطبيق واجبات اليقظة الأمنية، ومن شأن أي لجنة تحقيق مستقلة أن تعتبره تحرّشًا بفشل أمني.

كما أثارت الصحيفة نقاشًا داخليًا حول مصطلح "الخيانة من الداخل"، الذي يستخدمه بعض نواب اليمين لوصف تعاون مزعوم بين شخصيات إسرائيلية وحماس، لكن التقرير وصف هذا الخطاب بأنه مزيج من الدعاية والمعلومات المضللة التي تشتت الانتباه عن الأسباب الحقيقية لفشل التقدير الاستخباراتي.

وأشار التقرير إلى أن استخدام التكنولوجيا في جمع المعلومات لم يعوّض غياب العملاء البشريين، وأن افتقار الأجهزة إلى شبكة عملاء مؤثرة داخل غزة كان عاملاً أساسيًا في عدم توقع السيناريو الذي سبق 7 أكتوبر. في المقابل، تمت الإشارة إلى النجاحات الكبيرة في جمع المعلومات من إيران وحزب الله مقارنة بالعجز في غزة، ما يعكس تفوق المخابرات الإسرائيلية في مناطق أخرى مقابل إخفاقها في غزة.

     

 

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة