تلفزيون نابلس
كوكا كولا
حرب الاختراقات تتصاعد.. إيران تضرب العمق الرقمي لإسرائيل وتكشف هشاشة أمنها السيبراني
12/21/2025 6:28:00 PM

 كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير حديث، عن تصاعد مقلق في ما وصفته بـ«الحرب الرقمية» التي تشنها إيران ضد إسرائيل، بعد سلسلة اختراقات طالت حسابات وشخصيات سياسية وأمنية رفيعة المستوى داخل الدولة العبرية.

ووفق الصحيفة، جاء ذلك عقب اختراق حساب تطبيق «تلغرام» الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت ونشر محتويات منه، قبل أن يتلقى الإسرائيليون رسالة جديدة من القراصنة، زعموا فيها اختراق هواتف وحسابات وزراء حاليين، وأعضاء كنيست، وشخصيات سياسية، ومسؤولين حكوميين آخرين.

ورجحت «معاريف» أن القراصنة نجحوا فعليًا في التسلل إلى تطبيقات وهواتف تعود لشخصيات إسرائيلية حساسة، ما اعتبرته تطورًا خطيرًا في مستوى التهديد الرقمي.

تجسس ميداني بتوجيه إيراني

وفي سياق متصل، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» قبل أيام اعتقال مواطن روسي يُدعى فيتالي زفياغينتسيف (نحو 30 عامًا)، يعمل كعامل أجنبي في إسرائيل، للاشتباه بتورطه في مخالفات أمنية بتوجيه مباشر من جهات استخبارات إيرانية.

وبحسب التحقيقات، بدأ زفياغينتسيف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2025 بالتواصل مع شخص قدّم نفسه باسم «رومان»، ادّعى الإقامة في روسيا، وتبيّن لاحقًا ارتباطه بالاستخبارات الإيرانية. وبتوجيه منه، نفذ المتهم سلسلة مهام تصوير لمنشآت وبنى تحتية وسفن في موانئ إسرائيلية مختلفة، تحت غطاء سياحي، مقابل مبالغ مالية حُوّلت له بوسائل رقمية.

وتُعد هذه القضية، بحسب الصحيفة، رقم 34 أو 35 ضمن ملفات تجسس كشفها «الشاباك» مؤخرًا، ما يشير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر ولم يُكشف عنه بعد.

معركة في الفضاء الرقمي

وأشارت «معاريف» إلى أن إيران تخوض حربًا متعددة الأبعاد ضد إسرائيل، بات الفضاء الرقمي فيها ساحة مركزية، من خلال اختراق الهواتف، والحسابات الرقمية، وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى محاولات تجنيد إسرائيليين أو مقيمين وسياح لتنفيذ مهام ذات طابع أمني.

وأكد التقرير أن هذه العمليات، وإن لم تكن «تجسسًا كلاسيكيًا» بالمعنى التقليدي، فإنها تمتلك قدرة هائلة على إلحاق أضرار جسيمة بالأمن القومي الإسرائيلي، عبر بث الخوف، وزعزعة ثقة الجمهور، وإحداث تصدعات في الولاء للدولة، وخلق حالة إحباط وانخفاض في المعنويات.

انتقادات حادة للأمن الإسرائيلي

ووجّهت الصحيفة انتقادات لاذعة للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، معتبرة أن هناك تشتتًا وفوضى في إدارة ملف الأمن السيبراني، بين الشاباك، وهيئة السايبر الوطنية، ومجلس الأمن القومي، والجيش، ووزارة الدفاع، وعدة أجهزة أخرى.

واستعارت «معاريف» تشبيهًا لافتًا بقولها: «كل مدرب كرة قدم مبتدئ يعلم أن الدفاع لا يكون إلا بالهجوم»، معتبرة أن إسرائيل لا تبادر إلى هجوم رقمي فعال ضد إيران، وأن عملياتها السيبرانية الحالية لا ترقى إلى مستوى خلق توازن ردع حقيقي.

وأضافت أن الدليل على ذلك هو أن إيران، رغم كل الحديث عن هجمات سيبرانية إسرائيلية، ما زالت أنظمتها الحيوية تعمل بشكل طبيعي، من الاتصالات إلى الإنترنت وأجهزة الصراف ومحطات الوقود، في وقت تُخترق فيه حسابات شخصيات إسرائيلية رفيعة.

وختمت الصحيفة بتشبيه أداء إسرائيل في هذه المعركة الرقمية بسلوكها قبل السابع من أكتوبر على جبهتي غزة ولبنان، في إشارة إلى إخفاقات أمنية دفعت أثمانًا باهظة لاحقًا.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة