تلفزيون نابلس
كوكا كولا
ترامب يفرض إيقاعه على تل أبيب… ونتنياهو يناور هرباً من "شبح الدولة الفلسطينية"
12/7/2025 11:30:00 AM

 تتزايد الضغوط الدولية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وسط تحذيرات من الداخل الإسرائيلي بأن التمسّك بشعار “النصر المطلق” لم يعد واقعياً، وأن القضية الفلسطينية وليس غزة وحدها—هي الامتحان الحقيقي الذي يواجه أي حكومة في تل أبيب.

وبحسب مراسل القناة 12 العبرية في واشنطن براك رافيد، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحضّر لإعلان سريع بشأن بدء المرحلة الثانية قبل عيد الميلاد، بما يشمل إنشاء هيئة حكم جديدة لإدارة قطاع غزة، معتبراً أن هذا سيكون “منجزه الأكبر” في ملف الشرق الأوسط.

وتشير تقارير عبرية إلى أن هذا التوجّه يثير قلق نتنياهو، لاسيما مع دخول تركيا وقطر على خط المرحلة الثانية، وطرح دورٍ مستقبلي للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، وهو جوهر الخطة التي دفعت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لزيارة نتنياهو سراً الأسبوع الماضي، لحثّه على التعاون والمضي قدماً.

ورغم أن نتنياهو لم يرفض، فقد طلب “مهلة للتدارس”، في مؤشر إلى محاولته المناورة والتهرب من خطة ترامب التي تحظى الآن بدعم أممي وتشمل بنداً بالغ الحساسية بالنسبة له: المسار نحو دولة فلسطينية.

سوريا ولبنان… تصعيد لحرف الأنظار؟

ويتزامن ذلك مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتصعيد ملحوظ في سوريا. ويرى بروفيسور أيال زيسر أن نتنياهو يدفع باتجاه “حركات زائدة” في سوريا قد تؤدي إلى ظهور مقاومة جهادية جديدة وتورط الجيش في جبهة غير مرغوبة.

في المقابل، ينتقد زيسر ما يصفه بـ”ضعف الفعل” في لبنان، مشيراً إلى أن إسرائيل سمحت لحزب الله بإعادة بناء قوته، وأن عملياتها في “المعركة بين الحروب” لم تظهر أثراً إستراتيجياً حاسماً، تماماً كما فشلت في منع “كارثة 7 أكتوبر”.

ويحذّر زيسر من تأثير ترامب المباشر في الجبهات الثلاث: غزة ولبنان وسوريا، قائلاً إن الرئيس الأميركي يمنح إسرائيل ضوءاً أخضر للتحرك في لبنان “قبل أن يغيّر رأيه”.

لبنان: نفاد صبر إسرائيلي

المحلل يوآب ليمور يرى أن لبنان هو الجبهة التي تقترب فيها إسرائيل من فقدان الصبر، مشيراً إلى تسريبات إسرائيلية للإعلام الغربي بهدف تهيئة الرأي العام لعملية برية.

ويضيف أن ترامب يستعجل الانتقال للمرحلة الثانية في غزة، بينما ينشغل نتنياهو بمحاولة إقناع الرئيس الأميركي بالضغط على هرتسوغ لمنحه العفو، وهو ما يعتبره ليمور “تمييعاً خطيراً بين المصالح الشخصية والشؤون الأمنية الحساسة”.

الواقعية بدلاً من الأوهام

ويرى ميخائيل ميليشتاين أن على إسرائيل أن تتخلى عن وهم النصر المطلق، وأن تركّز على ثلاث أولويات عملية:

1.   الحفاظ على قدرة التدخل العسكري ضد أي تهديد من غزة أو لبنان.

2.   مراقبة فعالة لمعبر رفح ومحور صلاح الدين بقيادة أميركية.

3.   الاحتفاظ بحقّ النقض على تركيبة حكومة التكنوقراط المقبلة.

ويعتبر هذا “الخيار الأقل سوءاً” لإتاحة المجال أمام إسرائيل للتفرغ لجبهات أخرى مثل لبنان وإيران.

القضية الفلسطينية… الجدار الحقيقي

أما شيمعون شيفر، أحد أبرز المحللين السياسيين في إسرائيل، فيرى أن جوهر الأزمة لا يكمن في غزة فقط، بل في تهرب إسرائيل المستمر من التعامل مع القضية الفلسطينية نفسها.

ويؤكد أن اختبار أي حكومة بعد نتنياهو سيكون في كيفية إزالة “الجدران” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لا في كيفية الاحتماء خلفها، لأن “كل جدار مصيره السقوط”.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة