تلفزيون نابلس
كوكا كولا
استعادة الجثث وتفكيك حماس أولا.. إسرائيل تخطط للتراجع عن استكمال خطة غزة
12/2/2025 6:10:00 AM

 أبدت دوائر أمنية في تل أبيب قلقا إزاء ما وصفته بـ"تسرّع واشنطن" في الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطاع غزة، بحسب ما جاء في صحيفة "يسرائيل هيوم".


ونقلت الصحيفة العبرية، الإثنين، انطباع إسرائيل بشأن ما سمته "حماسة وتسرّع واشنطن الهائل في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة"، مبينة أن واشنطن لا تأخذ في الحسبان إصرار الجيش الإسرائيلي على نزع سلاح حركة حماس بنفسه، وتفكيك الحركة قبل الانسحاب من القطاع.

وأوضحت أن "إسرائيل تخشى من الجدول الزمني الضيّق في غزة".

ويتعارض التوجه الإسرائيلي مع بنود المرحلة الثانية من اتفاق غزة، التي تنص على انسحاب إسرائيل تدريجيًا من القطاع مع الحفاظ على الانتشار في محيطه، لتبدأ بالتوازي عمليات إعادة الإعمار.

وعزت الصحيفة الموقف الإسرائيلي إلى ما أسمته "تباطؤ عملية نشر القوة متعددة الجنسيات في غزة"، مشيرة إلى أن "إدارة ترامب لم تحصل حتى الآن على موافقة الدول المقرر نشر قواتها في القطاع".

بديل الحكم

ومن المفترض، وفقًا للمنظور الأمريكي، أن تفكك القوة متعددة الجنسيات عناصر حركة حماس، وتُنشئ بديلًا لحكم القطاع.

كما شككت "يسرائيل هيوم" في صلاحية عمل مركز التنسيق العسكري الأمريكي في منطقة "كريات غات"، مشيرة إلى أن "أي شخص يقرأ الإعلان الصادر مؤخرًا عن المركز الأمريكي، يلاحظ أن جميع الإنجازات المذكورة تقريبًا تتركز على الجهد الإنساني فقط، ولا علاقة لها بالمرحلة الثانية من خطة ترامب".

ووفق المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، تعمل واشنطن على تقسيم غزة إلى منطقتين: المنطقة الحمراء: حيث لا تزال حماس متمركزة، وتصفها إدارة ترامب بـ"غزة القديمة"، غرب "الخط الأصفر"، والمنطقة الخضراء: "غزة الجديدة"، الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، شرق الخط الأصفر.

وتسعى واشنطن لبدء جهود الإعمار في المنطقة الخضراء، بدءًا من رفح.


ويقول كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي: "مصلحة إسرائيل الحالية هي السماح للأمريكيين بمواصلة الإجراءات التي يريدونها لإعادة جثث الرهائن".

وصرّح مصدر أمني رفيع: "نحن في أقصى درجات الحرية التي نحتاجها الآن. نسيطر على المنطقة، ونعوق الهجمات، ونقضي على التهديدات، ونجبر حماس تدريجيًا على الاستسلام" وفق تعبيره.

استخفاف بالقدرات

واستخف المصدر بالمساعي الأمريكية قائلًا: "قد يعتقد البعض سذاجة الأمريكيين، لكننا نساعدهم على أي حال. هذا يمنحنا الشرعية والوقت لإعادة بناء الجيش واستعادة جاهزيته، وهو أمر ضروري للقوات النظامية والاحتياط".

وأضاف مسؤول أمني رفيع آخر: "الطرف الوحيد القادر على تفكيك حماس هو إسرائيل".

وأوضح: "لن يفعل أحد ذلك نيابة عنا، كما لن يفكك أحد ترسانة أسلحة حزب الله سوانا. لكننا نسمح للأمريكيين بالمحاولة، ونساعدهم قدر الإمكان. وإذا فشلوا، وهو أمر مرجح، فلن يكون أمامنا خيار سوى القيام بذلك بأنفسنا في مرحلة ما" بحسب قوله.

وفي الوقت الحالي، يؤتي صبر إسرائيل ثماره، على الأقل في رفح، بحسب الصحيفة العبرية.

ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنه بعد أن ضربت مسيّرة إسرائيلية من طراز "هيرمس" نفقًا في حي الجنينة برفح قبل يومين، تم العثور على 4 جثث ونقلها إلى إسرائيل للفحص.

انتشال 40 جثمانا

وخلال الأسابيع الأخيرة، انتشلت إسرائيل نحو 40 جثمانا لفلسطينيين من الأنفاق، واقتادت عناصر أخرى من حماس إلى جهات التحقيق.

ووفقًا للصحيفة العبرية، قدّر مسؤولون إسرائيليون منذ البداية وجود عشرات من عناصر حماس في شبكة أنفاق رفح، وتراوح العدد بين 80 و120 عنصرًا. أمّا التقدير الحالي فيشير إلى أنه لم يبقَ سوى بضع عشرات منهم.

وأضافت الصحيفة أن عناصر حماس المحاصرين في الأنفاق يعانون من سوء تغذية حاد، ويعبّرون عن شعور عميق بالخذلان من قيادة الحركة.

وذكرت مصادر للصحيفة أن أحد أسباب تدهور أوضاعهم هو تحويل مسار المساعدات اللوجستية التي كانت تمر سابقًا قرب أنفاقهم، ما حرمهم من الإمدادات الإنسانية.

وتسود التقديرات الإسرائيلية بأن عناصر حماس المتبقين تحت الأرض في رفح لن يصمدوا طويلًا؛ إذ "سيلقون حتفهم" جوعًا أو عند محاولتهم الخروج بحثًا عن الطعام، ليتم اعتقالهم أو قتلهم.

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة