تلفزيون نابلس
كوكا كولا
هآرتس: إسرائيل "في أخطر وضع على الإطلاق" من حيث المقاطعة الأكاديميّة
10/27/2025 6:50:00 AM

تضاعف عدد حالات المقاطعة الأكاديمية، ضدّ الباحثين الإسرائيليين، ثلاثة أضعاف في عام واحد، إذ وصلت حالات المقاطعة تلك إلى نحو ألف حالة مقاطعة، خلال العامين الماضيين، في وضع هو "الأخطر على الإطلاق" بالنسبة للأكاديميا الإسرائيلية، الأمر الذي يثير خشية إسرائيلية، إزاء احتمال "ضرر طويل الأمد"، قد تتكبّده الجامعات الإسرائيلية والباحثون الإسرائيليون.


يأتي ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكتروني، الأحد، في تقرير نقل عن أكاديميين إسرائيليين وصَفَهم برفيعي المستوى، أن "البحث العلميّ في إسرائيل، وهو رصيد إستراتيجي للدولة، مُعرّض لخطر الانهيار".

وأضاف الأكاديميون الإسرائيليون: "نحن في أخطر وضع مررنا به خلال العامين الماضيين، والحكومة لا تُحرّك ساكنًا".

ووفق التقرير، فإن الجامعات الإسرائيلية، تبحث عن روابط بديلة مع جامعات أقلّ مستوى في أوروبا الشرقية وآسيا، "تحسّبًا لخروج البحث العلمي في إسرائيل من أوروبا؛ كما يُخشى من إجبار الباحثين الإسرائيليين على الانتقال إلى الخارج، "لتجنُّب الإضرار بعملهم وتطوّرهم المهنيّ".

وفي ما لفت التقرير إلى "القلق" لدى كبار الأكاديميين في إسرائيل، إزاء الضرر الذي قد يلحق بميزانيات البحث العلميّ، نتيجة استبعاد الباحثين الإسرائيليين، نقل عن أحدهم القول: "يبدو وكأن هناك جهةً تُحاول محو البحث العلميّ في إسرائيل من على الخريطة، والحكومة الإسرائيلية لا تفعل أيّ شيء".

"تدهور متسارع" في أوروبا

وقال رئيس جامعة تل أبيب، بروفيسور أرييل بورات: "نحن في أخطر وضعٍ من حيث المقاطعة الأكاديمية خلال العامين الماضيين، ولا زلنا نأمل أن يتحسن الوضع مع نهاية الحرب، لكن العداء تجاه إسرائيل لم يختف"، على حدّ قوله.

بدورها، قالت نائب رئيس الشؤون الدولية في جامعة تل أبيب، بروفيسورة ملات شامير: "لقد شهدنا تدهورا في وضع المقاطعة الأكاديمية، خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وبعد توقُّف الحرب".

وأضافت: "في الولايات المتحدة، لا يزال العديد من أعضاء هيئة التدريس، يرفضون إقامة علاقات عمل مع الباحثين الإسرائيليين؛ أما في أوروبا، فالوضع أسوأ، حيث تتزايد المقاطعة بوتيرة متسارعة".

وعدّت أن "الضحايا الرئيسيون هم الباحثون الشبّان، وهذا ضرر طويل الأمد".

وذكر رئيس جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، ورئيس لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية، بروفيسور دانيال حايموفيتش: "نظراؤنا في الخارج، يقدّرون بأن إسرائيل ستستغرق عقدًا من الزمن، لاستعادة علاقاتها مع الجامعات الأوروبية".

"مقاطعة خفيّة"... تأثّر ميزانيّة البحث لسنوات مُقبلة

وبحسب تقرير "هآرتس"، فإنّ نحو 40 جامعة في العالم، أعلنت خلال العامين الماضيين، عن وقف جزئيّ أو كليّ للتعاون مع المؤسسات الأكاديميّة الإسرائيلية.

ولفت إلى أن "بعض الحالات ناجمة عن قرار ممثلي أعضاء هيئة التدريس وليس عن إدارة الجامعة، وحتى الآن، سجّلت لجنة رؤساء الجامعات أكثر من 1000 حالة مقاطعة لمؤسسات (إسرائيلية) أو جمعيات مهنية، أو مجموعات بحثية، أو باحثين أفراد؛ أي ثلاثة أضعاف العدد المسجَّل قبل عام".

وتشتمل قائمة المقاطعات على باحثين إسرائيليين "واجهوا رفضًا من الباحثين والجامعات ومعاهد البحث والجمعيات المهنية للتعاون معهم، أو دعوتهم لحضور مؤتمرات؛ ورفضًا من باحثين من خارج البلاد للقدوم إلى إسرائيل؛ وإنهاء التعاون في برامج تبادل طلابي؛ ورفضًا لإجراء مراجعات؛ وتأخيرًا في نشر المقالات؛ وتعليقات معادية للسامية ضد الباحثين الإسرائيليين".

وذكر التقرير أن نطاق المقاطعة والتي وصفها بالظاهرة، بات "أوسع بكثير".

ووفقًا لمصدر أكاديمي إسرائيلي، وصفه التقرير برفيع المستوى، بدون أن يسمّه، فإنّ "الجامعات لا تحصي إلا التصريحات والأفعال العلنية ضد الإسرائيليين، لكن المقاطعة السرية لإسرائيل أكبر بكثير، إذ يتعرض الباحثون الإسرائيليون لأضرار جسيمة، وبخاصة الشباب منهم، ولا يُقال لهم وجهًا لوجه إن ذلك بسبب سياسة الحكومة أو الحرب".

وتابع المصدر ذاته: "نشهد انخفاضًا في حجم المنح البحثية من الخارج، نتيجةً لتزايد عدد الباحثين الأجانب الذين يستبعدون الإسرائيليين من البحث".

ووفقًا لرئيس "أكاديمية إسرائيل للعلوم والإنسانيات"، بروفيسور دافيد هاريل، فإنّ لدى "العديد من عمليات المقاطعة طبيعة خفية، وقد لا نعرف أبدًا مدى ضررها الحقيقي، وهذا سيؤثّر على ميزانيات البحث في إسرائيل لسنوات مُقبلة".

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة