أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن "إسرائيل" منيت بفشل إستراتيجي في حربها على قطاع غزة، التي استمرت عامين، إذ عجزت "إسرائيل" عن هزيمة حركة "حماس" أو حتى إضعافها.
وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، إن الحرب ضد "حماس" هي "الأطول والأصعب في تاريخ إسرائيل".
واستند بن دافيد إلى عدد القتلى الإسرائيليين الذي بلغ 1972 شخصا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 913 جنديا، إضافة إلى أكثر من 30 ألف مصاب، منهم أكثر من 10 آلاف تم تشخيصهم بإصابات نفسية.
من ناحيته، أقر الرائد في الاحتياط جلعاد آخ (رئيس حركة "جنود احتياط حتى النصر") بأن الجيش الإسرائيلي فشل رغم كل قوته في القضاء على "حماس"، مؤكدا أن الحركة بقيت صامدة رغم الهجمات الواسعة التي طالتها.
وأضاف آخ أن "الجيش الذي تمكن من ضرب إيران والحوثيين لم يستطع إنهاء وجود حماس"، معتبرا أن "حماس" حققت ما لم يحققه حزب الله في لبنان أو حتى الجيوش العربية في حروبها السابقة مع "إسرائيل"، مشددا على أن صمودها يمثل إخفاقا عسكريا وتاريخيا لإسرائيل.
ويعتقد آخ أن إطلاق سراح قيادات المقاومة ضمن صفقات التبادل، مثل صفقة شاليط (وفاء الأحرار) سابقا، سيؤدي إلى ظهور قادة جدد من طراز يحيى السنوار، متسائلا بمرارة "ماذا سيفعل كل هؤلاء غدا صباحا؟".
من جانبه، قال خبير الشؤون الفلسطينية روني شاكيد إن الصراع مع الفلسطينيين "لن ينتهي قريبا"، مضيفا أن السلام المنشود يتطلب تغييرا في النهج الإسرائيلي ذاته، وليس فقط من الطرف الآخر.
واعتبر شاكيد أن "إسرائيل" ما زالت تعيش في وهم أنها قادرة على حل الصراع عسكريا، في حين يزداد الصراع تعقيدا مع مرور الوقت.
ورأى أن حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "سلام شامل في الشرق الأوسط" يبدو غير واقعي، إذ أن "إسرائيل" ما زالت غارقة في صراعها مع الفلسطينيين رغم كل الوعود والمبادرات التي أُطلقت خلال السنوات الماضية.
من جانبه، قال خبير الشؤون السياسية الأميركية يفتاح ديان إن "إسرائيل" لا تعرف ما ينتظرها في المرحلة الثانية من صفقة التبادل، ولا ما إذا كانت بنودها ستصب في مصلحة "حماس".
وأوضح ديان أن المبادرة التي قدمها ترامب تضم أكثر من 20 بندا "قد تنطوي على تنازلات مؤلمة" لإسرائيل، على حد وصفه.
ومساء الخميس، أعلن رئيس حركة "حماس" في غزة ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحية، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الاتفاق يمهد لبدء تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال، إلى جانب دخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس، التوصّل إلى اتفاق شامل بين حركة "حماس" و"إسرائيل"، يقضي بإنهاء الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من عامين من العدوان، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس الجمعة، رسميًا دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وتموضع قواته عند خطوط الانسحاب المتفق عليها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، انسحب جيش الاحتلال تدريجيًا من عدة مناطق في قطاع غزة، في خطوة تمهيدية أولى لتطبيق خطة الرئيس الأمريكي ترامب لإنهاء الحرب.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |