قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الذي عُقد يوم الجمعة. الاجتماع الذي استمر لمدة 10 ساعات شهد نقاشات حادة، حيث عبر القادة عن معارضتهم للاحتلال بدرجات متفاوتة، مؤكدين وجود خيارات أكثر ملائمة لتحقيق الأهداف المرجوة.

أكدت الصحيفة أن الاجتماع كان مسرحًا للخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، حيث واجه بعض الوزراء زامير بسبب موقفه المعارض للاحتلال. ووفقًا للتقارير، وصف زامير خطة الاحتلال بأنها "فخ استراتيجي"، محذرًا من أنها ستؤدي إلى استنزاف الجيش على المدى الطويل.

خطة احتلال غزة ستنهك الجيش لسنوات وتعرض حياة الأسرى للخطر.

رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي أشار خلال الاجتماع إلى الصور التي تم نشرها مؤخرًا لأسرى إسرائيليين، والتي تظهر آثار الهزال والمعاناة من الجوع، مما يجعله غير مستعد لدعم خطة "كل شيء أو لا شيء". وأكد أنه ليس على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذ الأسرى.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين أن نقص القوى العاملة يعد من القيود الرئيسية التي تواجه إسرائيل في السيطرة على غزة. العميد المتقاعد أمير أفيفي أشار إلى أن التقدم السريع يتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات الآلاف من الجنود، مما يدفعه لترجيح اختيار عملية أكثر تدرجًا لتقليل الضغط على القوات.

فيما يتعلق بمصير المحتجزين، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين أن قرار الحكومة بتصعيد الحرب في غزة يثير قلق الجيش، حيث قد يعرض حياة المحتجزين للخطر. الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غادي شامني أكد أن خطة السيطرة على غزة لن تعيد المحتجزين، بل قد تؤدي إلى قتلهم، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري لن يحقق النتائج المرجوة.

شامني أضاف أن خطة السيطرة على غزة ستفاقم معاناة العائلات وتضر بمكانة إسرائيل في العالم، كما أنها ستقوض الاقتصاد الإسرائيلي وتعمق أزمة الثقة بين الحكومة والجيش. وأكد أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن يتمكن الجيش من إقامة إدارة عسكرية فعالة وإضعاف حركة حماس.

وفقًا للخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، يستعد الجيش "للسيطرة على مدينة غزة" المدمرة، مع توزيع مساعدات إنسانية على السكان المدنيين. تهدف الخطة إلى نزع سلاح حماس وإعادة جميع المحتجزين، سواء أحياء أو أموات، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة.