قُتل شخصان، الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة شمال شرقي لبنان، في استمرار للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، رغم تأكيدات رسمية لبنانية بأن البلاد نجحت في إبعاد شبح حرب جديدة.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق حوش السيد علي في قضاء الهرمل، ما أدى إلى مقتل شخصين جرى نقلهما إلى مستشفى “البترول” في المدينة.

وفي حادثة منفصلة، ذكرت الوكالة أن مسيّرة إسرائيلية أخرى قصفت، مساء الأربعاء، سيارة في بلدة جناتا بقضاء صور، ما أسفر عن إصابة شخص كان يمرّ في المكان، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وتأتي هذه الغارات في وقت لم تلتزم فيه إسرائيل ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ لا تزال قواتها تنفذ عمليات تجريف وتفجير، وتشن غارات شبه يومية على مناطق في جنوب لبنان، مع استمرار وجودها في عدد من النقاط الحدودية.

ووفق معطيات رسمية، أسفرت الخروقات الإسرائيلية منذ توقيع الاتفاق وحتى 27 من الشهر الماضي عن مقتل 335 شخصاً وإصابة 973 آخرين.

في المقابل، شدد الرئيس اللبناني جوزف عون على أن المسار السياسي والدبلوماسي نجح في تحييد لبنان عن مواجهة شاملة، مؤكداً أن البلاد تتجه نحو مرحلة أكثر استقراراً.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن عون، عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قوله: “أعايد جميع اللبنانيين، والعام المقبل سيشهد ولادة لبنان الجديد، دولة المحاسبة والمؤسسات، لا دولة الأحزاب والطوائف. هناك جرح ينزف في الجنوب، لكن بولادة لبنان الجديد نطوي صفحة الحروب ونتجه نحو السلام”.

وأضاف الرئيس اللبناني: “الاتصالات الدبلوماسية لم تتوقف، وأقول لكم إن شبح الحرب تم إبعاده عن البلاد”، مؤكداً في الوقت نفسه التزام الدولة بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، باعتبارها استحقاقاً لا يمكن تأجيله.