تلفزيون نابلس
كوكا كولا
قارب الموت يحصد أرواحهم في عرض المتوسط: 14 مصريًا ضحايا الهجرة غير الشرعية قبالة سواحل اليونان
12/16/2025 9:06:00 PM

 تحوّل حلم الوصول إلى أوروبا إلى مأساة جديدة في عرض البحر، بعدما لقي 14 مواطنًا مصريًا مصرعهم جراء غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية، في حادث أعاد تسليط الضوء على كلفة الهجرة غير النظامية التي يدفعها الفقراء بأرواحهم.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع عن كثب حادث غرق المركب، الذي وقع في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وكان يقل 34 مهاجرًا غير نظامي من جنسيات مختلفة، بينهم الضحايا المصريون.

وقالت الخارجية في بيان رسمي إنه فور تلقي المعلومات حول الحادث، وجّه وزير الخارجية بدر عبد العاطي السفارة المصرية في أثينا بالتحرك العاجل والتواصل على أعلى المستويات مع السلطات اليونانية، لتقديم الدعم اللازم للناجين، والإسراع في إنهاء الإجراءات القانونية تمهيدًا لنقل جثامين الضحايا إلى مصر.

وأشار البيان إلى أن السفارة المصرية باشرت بالفعل التواصل مع أسر الضحايا، في محاولة لتخفيف وقع الفاجعة، وترتيب شحن الجثامين إلى أرض الوطن لدفنهم بين ذويهم.

وجددت وزارة الخارجية مناشدتها للمواطنين بضرورة عدم الانسياق خلف شبكات الهجرة غير الشرعية، محذرة من المخاطر الجسيمة التي تهدد الأرواح، ومؤكدة أهمية الالتزام بالمسارات القانونية للسفر والهجرة لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.

وفي لفتة ذات دلالة، شدد بيان الخارجية على أن المركب المنكوب لم ينطلق من السواحل المصرية، بل من إحدى دول الجوار، في تأكيد رسمي على نفي استخدام الأراضي المصرية كنقطة انطلاق لقوارب الهجرة غير النظامية.

ويأتي ذلك تماشيًا مع تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد فيها خلال زيارته الأخيرة إلى اليونان، أنه منذ سبتمبر/أيلول 2016 لم تخرج أي مراكب هجرة غير شرعية من الأراضي المصرية.

غير أن هذه التصريحات، ورغم نفيها انطلاق القوارب من السواحل المصرية، لا تلغي الواقع الإنساني المؤلم، إذ تشير بيانات وإحصاءات دولية صادرة عن منظمات معنية برصد الهجرة، إلى أن المصريون ما زالوا من بين أبرز الجنسيات التي تحاول الوصول إلى أوروبا بطرق غير نظامية.

ووفق أحدث الأرقام الرسمية، وصل نحو 20 ألف مهاجر مصري إلى إيطاليا وحدها خلال عام 2023، إضافة إلى أعداد أخرى تم رصدها في دول أوروبية مثل اليونان وفرنسا، ما يعكس حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع آلاف الشباب إلى المخاطرة بحياتهم في البحر.

وتبقى هذه الحادثة فصلاً جديدًا في مأساة الهجرة غير الشرعية، حيث يتحول البحر المتوسط، مرة تلو الأخرى، إلى مقبرة مفتوحة لأحلام البسطاء، فيما تظل العائلات في الداخل تواجه الفقد بصمت موجع، بانتظار أبنائها الذين لم يعودوا.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة