قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ التوصل إلى اتفاق مع سوريا “ممكن”، لكن ضمن شروط أمنية واضحة تعتبرها إسرائيل أساسًا لأي تفاهم مستقبلي. تأتي تصريحاته بعد يوم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضرورة الحفاظ على “حوار قوي وحقيقي” بين تل أبيب ودمشق، في إطار جهود واشنطن لتهدئة التوتر بين الجانبين.

وخلال زيارته جنوداً جرحى في وسط إسرائيل، أوضح نتنياهو أن أبرز مطالب إسرائيل تتمثل في إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من دمشق وصولاً إلى جبل الشيخ ومحيطه، لضمان ما وصفه بـ“أمن مواطني إسرائيل”. وأضاف: “عبر النية الحسنة وفهم هذه المبادئ يمكن التوصل إلى اتفاق، لكننا سنتمسك بخطوطنا الأساسية مهما كانت الظروف”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن تل أبيب تضع أيضاً في حساباتها حماية الأقلية الدرزية في سوريا، التي تعتبرها “مجتمعاً حليفاً”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل قلق إسرائيلي من خلفيات الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، رغم الدعم الذي يحظى به من إدارة ترامب. وكانت إسرائيل قد عبّرت عن مخاوفها من صلات سابقة للشرع بجماعات مسلّحة، لكنها دخلت في محادثات غير معلنة بهدف بلورة تفاهمات أمنية.

وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام سورية أن هجوماً إسرائيلياً على جنوب البلاد الجمعة الماضية أسفر عن مقتل 13 سوريا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “جماعة لبنانية إسلامية مسلّحة” في المنطقة.

وتبقى العلاقات بين دمشق وتل أبيب في حالة عداء رسمي؛ فسوريا لا تعترف بإسرائيل، فيما تواصل إسرائيل السيطرة على أجزاء إضافية من الأراضي السورية منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، إلى جانب احتلالها هضبة الجولان منذ عام 1967 وضمّها لاحقاً، وهو ضمّ اعترفت به الولايات المتحدة وحدها دون المجتمع الدولي.

وفي ظل هذا المشهد المضطرب، يبدو أن الطريق نحو أي اتفاق محتمل سيبقى معلّقاً بين الضغوط الأميركية، وشروط إسرائيل الصارمة، وموقف القيادة السورية الجديدة.