يعقد الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، غداً الجمعة، اجتماعاً مرتقباً لبحث التصور الخاص بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، في ظل استمرار الغموض بشأن شكل القوة الدولية المزمع نشرها في القطاع وطبيعة أدوارها، وفق ما أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقال الشيخ محمد، في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء عقب مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الخروق الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار تضع الوسطاء في «مواقف محرجة»، مؤكداً أن دولة قطر أثارت بشكل واضح مسألة استمرار عمليات القصف والاغتيالات الإسرائيلية في القطاع، رغم سريان الاتفاق.

ويأتي الاجتماع المرتقب في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه مناطق متفرقة من قطاع غزة بالطائرات والمدفعية، مع تركيز ملحوظ على المناطق الشرقية، بالتوازي مع تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها مئات آلاف النازحين، في ظل أوضاع معيشية قاسية داخل الخيام ومراكز الإيواء، تزامناً مع موجة برد شديد وأحوال جوية صعبة.

وفي هذا السياق، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، الأربعاء، تسجيل 16 حالة وفاة في غزة خلال الأيام الأخيرة، بينهم ثلاثة أطفال، جراء الأمطار الغزيرة والطقس البارد وانهيار عدد من المباني. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة طفل رضيع يبلغ من العمر شهراً واحداً، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه.

ويُنتظر أن يشكّل اجتماع الوسطاء محطة مفصلية في مسار تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية منه، في ظل تحديات سياسية وأمنية متزايدة، واستمرار الضغوط الإنسانية على سكان القطاع المحاصر.