تلفزيون نابلس
كوكا كولا
تسريب صادم يهزّ الساحة الفلسطينية: صالح لمشعل: صواريخكم تمنح إسرائيل غطاءً لقتل شعبكم
12/16/2025 8:54:00 PM

 أثار تسريب تسجيل صوتي نادر لمكالمة هاتفية جرت عامي 2008–2009 بين الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل موجة جدل واسعة، بعد إعادة بثه مؤخرًا عبر وسائل إعلام محسوبة على جماعة الحوثي.

وتعود المكالمة إلى فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المعروف باسم عملية “الرصاص المصبوب، والذي امتد من ديسمبر/كانون الأول 2008 حتى يناير/كانون الثاني 2009، وأسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني، إلى جانب دمار واسع، بذريعة إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل.

وفي التسجيل، يظهر صالح وهو يوجّه انتقادات حادة وغير مسبوقة لسياسة حماس العسكرية، معتبراً أن إطلاق الصواريخ من غزة يمنح إسرائيل مبرراً مباشراً لشنّ عملياتها الدموية. ويقول صالح في المقطع المسرّب:
أوقفوا الصواريخ.. أنتم تعطون إسرائيل الذريعة لقتل الشعب الفلسطيني”.

واعتبر الرئيس اليمني السابق أن هذه الصواريخ “لا تحقق أي أهداف استراتيجية”، بل “تضر بالقضية الفلسطينية”، وتؤدي إلى مجازر جماعية، وتمنح إسرائيل غطاءً سياسياً وإعلامياً دولياً لتصوير عدوانها على أنه “دفاع عن النفس”.

وأضاف صالح بلهجة لافتة:
جنّبوا الفلسطينيين المجازر.. أنتم تعرفون الأهداف التي رصدتها إسرائيل، لماذا لم تُرشدوا الناس لتجنب المناطق المستهدفة؟ صواريخكم لم تحل أي مشكلة”.

في المقابل، أظهر التسجيل دفاع خالد مشعل عن موقف حماس، مؤكداً أن إطلاق الصواريخ يأتي ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، غير أن صالح واصل إصراره على أن هذه الاستراتيجية تُضعف الموقف الفلسطيني دولياً وتخفف الضغط السياسي عن إسرائيل.

ويعيد هذا التسريب فتح نقاش قديم متجدد حول جدوى العمل العسكري الصاروخي في مواجهة إسرائيل، وتأثيره على المدنيين الفلسطينيين، خصوصاً في ظل الكلفة الإنسانية الباهظة التي يدفعها قطاع غزة.

ويأتي نشر المكالمة في توقيت بالغ الحساسية، بعد الدمار غير المسبوق الذي لحق بالقطاع في الحرب الأخيرة عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من عدوان إسرائيلي واسع النطاق.

ووفق وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 70 ألفاً حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، إضافة إلى أكثر من 171 ألف مصاب، فيما قدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بما لا يقل عن 70 مليار دولار، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية، ونزوح جماعي، وأزمة إنسانية خانقة تشمل المجاعة ونقص الخدمات الأساسية.

يُذكر أن علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، قُتل في ديسمبر/كانون الأول 2017 خلال مواجهات مع جماعة الحوثي بعد انهيار تحالفه معهم، فيما غادر خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس عام 2017، ولا يزال يُعد أحد أبرز قيادات الحركة في الخارج.

ويطرح هذا التسريب، بما يحمله من صراحة سياسية حادة، أسئلة محرجة حول الخيارات الاستراتيجية للمقاومة، وحدود الكلفة الإنسانية، ومن يدفع الثمن الحقيقي للصراع.

: زمن الاطمئنان قد انتهى، والاستعداد للحرب أصبح، في نظر القادة، شرطاً أساسياً للحفاظ على السلام.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة