
في افتتاحية لافتة، اعتبرت صحيفة الغارديان أن القيادي الأسير مروان البرغوثي يمثّل "مستقبل فلسطين السياسي"، مؤكدة أن الإفراج عنه أصبح ضرورة لأي سلام حقيقي في الشرق الأوسط، وداعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحرك بجدية لإطلاق سراحه.
ورغم الحديث عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، تقول الصحيفة إن القتل — بما في ذلك قتل الأطفال — "تراجع لكنه لم يتوقف"، فيما تستمر إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات الأساسية، ما يجعل الفلسطينيين في أمسّ الحاجة إلى الأمن والإغاثة وإعادة الإعمار. لكنها ترى أن ما ينقصهم أكثر هو أفق سياسي واضح، وهو ما تغفله خطط إدارة ترامب التي تتحدث عن الدولة الفلسطينية بلغة وصفتها الافتتاحية بـ"الغامضة والبعيدة عن الواقع".
وترى الغارديان أن هذا الغياب السياسي يجعل مصير الفلسطينيين مرتبطاً بمصير رجل واحد: مروان البرغوثي، الذي قضى أكثر من عشرين عاماً خلف القضبان، وما يزال — رغم سجنه — أبرز شخصية فلسطينية قادرة على توحيد الفصائل المتناحرة.
فالرجل، المنتمي لحركة فتح، انتقد فساد السلطة وغيابها عن المساءلة، ومع ذلك يحظى باحترام في صفوف حماس، ويُنظر إليه باعتباره صوتاً قادراً على تجاوز انقسامات المرحلة.
وتلفت الصحيفة إلى حملة دولية متنامية تطالب بالإفراج عنه، تدعمها شخصيات عالمية بارزة مثل ريتشارد برانسون، ومارغريت أتوود، وبول سايمون، إضافة إلى مجموعة "الحكماء" من القادة الدوليين السابقين. والأهم — وفق الافتتاحية — أن بعض قيادات المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل نفسها باتت ترى أن البرغوثي قد يكون مفتاحاً لاستقرار المنطقة.
البرغوثي، الذي يتقن العبرية وتواصل سابقاً مع مسؤولين إسرائيليين، أدين في محاكمة وصفها خبراء قانونيون بأنها مسيّسة وغير عادلة. ورغم ضغوط عربية لإدراجه ضمن صفقات التبادل الأخيرة، رفضت إسرائيل بشدة، في الوقت الذي أفرجت فيه عن مدانين بجرائم قتل. وكما قال مسؤول عسكري إسرائيلي سابق: "إسرائيل تطلق سراح من ارتكبوا جرائم خطيرة… لكنها ترفض إطلاق رموز."
وتضيف الغارديان أن الوضع الصحي والنفسي للبرغوثي يزداد سوءاً. فقد أظهر مقطع مصوّر وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير وهو يسخر من القيادي الأسير، الذي بدا هزيلاً وصعب التعرف عليه. وتقول عائلته إنه تعرض للضرب والإهانة، وسط مخاوف من إقرار قانون جديد يفرض عقوبة الإعدام على "العمليات".
وترى الصحيفة أن إطلاق سراحه سيكون رسالة بأن إسرائيل مستعدة للتفكير في مستقبل حقيقي للفلسطينيين — وهذا بالضبط ما لا يستطيع تحالف نتنياهو اليميني تحمله. ولذلك، تؤكد أن الإفراج عنه لن يكون ممكناً إلا بضغط دولي مباشر.
وتختتم الغارديان بأن على الرئيس ترامب — الذي يزعم رغبته في تحقيق السلام — أن يضع قضية مروان البرغوثي على الطاولة بجدية. فبالنسبة لكثير من الفلسطينيين، هذا الرجل ليس مجرد أسير… إنه "مانديلا فلسطين"، والرجل الذي قد يفتح الباب نحو حقوق طال انتظارها وسلام لا يولد من الخراب بل من العدالة.
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار محلية
أخبار فلسطينية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |