لا تزال عائلتا عامر وعيسى، ومدينة كفر قاسم بأكملها، تحت وقع الصدمة، بعد جريمة القتل والحرق التي راح ضحيتها الشابان لطفي عامر (33 عامًا) وأيوب عيسى (30 عامًا)، وذلك بعد العثور على جثتيهما محترقتين في منطقة مفتوحة قرب المدينة، قبل أيام.
وقد عُثر على جثتي الضحيتين داخل مركبة محترقة بين بلدة كفر برا ومدينة كفر قاسم، فيما خلّف مقتل كلٍّ من عيسى وعامر عائلتين ثكليين تُعانيان من الفقد والصدمة.
كان الشاب لطفي عامر مقبلًا على الزواج، إذ كان من المفترض أن يتزوج العام المقبل، كما كانت شقيقته تستعد للزفاف في الفترة القريبة، لكن الجريمة خطفته قبل أن يحقّق حلمه، فقد خطب عامر قبل نحو سبع سنوات، وكان يعمل على مضخة باطون، حيث كان يغادر إلى عمله فجرًا ويعود مساءً، سعيًا لتأمين لقمة العيش وبناء منزله استعدادًا لتأسيس أسرته.
أما الشاب أيوب عيسى، فكان يطمح إلى توسيع أعماله، وإكمال بناء منزله في المدينة، تمهيدًا للزواج وتكوين أسرة.
وقامت العائلتان بدفن ابنيهما في مقبرة مدينة كفر قاسم، وسط أجواء حزينة، وبمشاركة العشرات من أهالي المدينة.
وفي حديث له قال رائد عامر، والد ضحية جريمة القتل والحرق لطفي عامر: "ابني لطفي كان محبوبًا من الجميع؛ الأهل والأصحاب والأقارب، وكان يستعد لزفافه العام المقبل، وكذلك لحفل زفاف شقيقته خلال الأسابيع القريبة. قبل ساعات من مقتله، كنت قد سددت ثمن الكهرباء لمنزل ابنتي، لكن فرحنا تحول إلى عزاء".
وعن عمل ابنه، أوضح: "كان يعمل على مضخة باطون، وكان يخرج كل يوم فجرًا ويعود مساءً لتأمين لقمة العيش وإكمال بناء منزله الذي أعدّه استعدادًا للزواج، لكنه قُتل هكذا، دون رحمة".
وأشار والد الضحية إلى لحظة تلقيه خبر وفاة ابنه، قائلا: "خرج ابني من المنزل عند الساعة الخامسة مساءً، ثم وردنا خبر عن حادثة وقعت في محيط المدينة. حاولت الاتصال به عدة مرات، وعندما مرت الساعات دون أن يجيب أو يتواصل معنا، بدأت أدرك أن ابني من بين الضحايا".
وعقّب الوالد الثاكل على جرائم القتل المتفشية في المجتمع العربي، معربًا عن أسفه لما يجري، وقال: "ما يحصل في مجتمعنا لا يتقبله العقل؛ فديننا، وعاداتنا، وقيمنا، وإنسانيتنا لا تسمح بما يحدث. هذا الواقع مؤلم ومرفوض، ونأمل أن يعود شبابنا إلى رشدهم والطريق الصحيح".
ومن جانبه، قال محمد عيسى، عمّ ضحية جريمة القتل والحرق أيوب عيسى، "كان أيوب من الشباب الذين يحبّون الجميع، ودائمًا ما وقف إلى جانب المحتاجين، وقدم لهم المساعدات والدعم المالي، إذ كان ميسور الحال، ولذلك لم يتردد يومًا في مساعدة الآخرين".
وأضاف: "فوجئنا بخبر مقتله، حيث وردتنا أنباء عن الحادث، ولم يكن لدينا تأكيد حتى تسلمنا التقرير الرسمي من معهد الطب الشرعي. أيوب كان شابًا طموحًا، يملك أحلامًا كبيرة تتعلق بمشاريعه المستقبلية، لكن للأسف، انتهت حياته بهذه الطريقة المؤلمة".
وعن تحمّل المسؤولية في ما يتعلق بتفشّي الجريمة في المجتمع العربي في الداخل، قال عيسى: "تتحمّل الدولة ومؤسساتها والشرطة المسؤولية الكاملة، فلا يُعقل أن تستفحل الجريمة بهذا الشكل، فيما لا تقوم الشرطة والدولة بعملها في جمع السلاح والقبض على الجناة".
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |