تلفزيون نابلس
كوكا كولا
الخط الأصفر في غزة.. هواجس تحوله لحدود دائمة
12/29/2025 7:50:00 AM

 شيئًا فشيئًا تزيد الهواجس من تحول الخط الأصفر الذي أقره اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليرسم حدود الانتشار المؤقت للاحتلال الإسرائيلي في القطاع إلى حدود جديدة.


ويحشر الغزيون في مساحات تضيق يومًا بعد يوم، بفعل تدمير إسرائيل بيوت الفلسطينيين، لتثبت على الأرض ما لم يسعفها الوقت لتنفيذه بعد انتهاء المعارك.

وحسب الاتفاق الذي سرى في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان يفترض أن يوقف الاحتلال عملياته داخل الأحياء السكنية، ويقتصر وجوده على مناطق معينة قرب الحدود، لكن مقاطع تداولها جنود احتياط على حساباتهم الشخصية تظهر عمليات نسف ممنهجة خلف الخط الأصفر في مناطق خرجت نظريًا عن دائرة الاستهداف المباشر.

كشفت وحدة المصادر المفتوحة أن الكتيبة الهندسية 7810 وهي كتيبة احتياط في الجيش الإسرائيلي، وثقت على منصات التواصل الاجتماعي تنفيذ عمليات نسف واسعة لمنازل الفلسطينيين، بعد سريان الاتفاق.

وبتتبع عشرات المقاطع واللقطات والصور الشخصية، وربطها بمعلومات مهنية ومدنية عن الجنود والضباط، يرصد التحقيق الشبكة التي تدير هذا التدمير الممنهج من صغار الجنود إلى القادة ومن يجمع التبرعات ومن يدير حملات الدعم.

وكانت البداية برصد مقطع نشره حساب settlers from within في 27 أكتوبر الماضي، يظهر تفجيرات ليلية نسبت إلى الاحتلال، ووقعت في مناطق خلف الخط الأصفر.

ولتوثيق زمان ومكان الجريمة، بحث عن تغطيات تحدثت عن عمليات نسف ليلية في الأسبوع الذي نشر فيه الفيديو، فعثر الفريق على خبر نشره الصحفي مهند قشطة في الرابع والعشرين من أكتوبر، أفاد بتفجير مربعات سكنية في قيزان النجار جنوبي خانيونس.

شيئًا فشيئًا تزيد الهواجس من تحول الخط الأصفر الذي أقره اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليرسم حدود الانتشار المؤقت للاحتلال الإسرائيلي في القطاع إلى حدود جديدة.
بمقارنة لقطة ثابتة من المقطع مع صور أقمار صناعية، خلص فريق التحقيق إلى أن موقع التفجير الذي وثقه الجندي يقع عند هذه الإحداثيات خلف الخط الأصفر.

وباستخدام أداة متخصصة لتحديد الهوية عبر الوجه، ثم بالتحقق اليدوي من ملامح الوجه، ومن الملابس والشعارات العسكرية، ومن البيئة المحيطة، سعى التحقيق لتحديد الجنود والضباط الضالعين في تدمير المنازل بعد وقف إطلاق النار.

وخلص التحقيق إلى أن الجندي الظاهر في المقطع هو يشاي جفيرتزمان، وهو أيضًا صاحب حسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك وإنستغرام.

وقبل العدوان، يشاي شغل منصب مدير عمليات بلدية خريش، وهي مستوطنة جنوبي وادي عارة ضمن منطقة حيفا، ويقدم يشاي نفسه أيضًا بوصفه مؤثرًا ومقدم بودكاست يناقش على حساباته الشؤون العامة في إسرائيل.

ومع بدء طوفان الأقصى، التحق يشاي بصفوف جيش الاحتياط ثم بالكتيبة الهندسية 7810، وتحولت حساباته على مواقع التواصل إلى منصة لرفع معنويات جنود الاحتلال بنشر لقطات من خدمته العسكرية ومن عمليات الكتيبة داخل القطاع.

ودقق التحقيق في حساب الإنستغرام، فعثر على النسخ الأصلية للمقطعين المنتشرين عبر الحسابات الرقابية.

في المقطع الأول في 27 أكتوبر الماضي، ويظهر فيه ورفاقه وهم يستعدون لتفجير مبان، وهو تسجيل احتفظ الفريق بصورة له قبل أن يحذف، والثاني نشره في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد نحو شهر من وقف إطلاق النار يوثق تفجير منازل وبنى تحتية خلف الخط الأصفر.

دلالات

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة