تلفزيون نابلس
كوكا كولا
طبيب في الزنزانة وضمير العالم على المحك: عام من اعتقال حسام أبو صفية وجريمة الصمت عن كوادر غزة الطبية
12/27/2025 11:54:00 AM

 قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لاعتقال الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، تتصاعد الدعوات الدولية والحقوقية المطالِبة بالإفراج الفوري عنه وعن مئات العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزة، الذين لا يزالون رهن الاحتجاز الإسرائيلي منذ بدء الحرب.

وأكدت منظمات حقوقية وناشطون دوليون أن اعتقال أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة، يجسد سياسة ممنهجة تستهدف الطواقم الطبية الفلسطينية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وقالت منظمة «كود بينك» الحقوقية: «لن ننسى الدكتور حسام أبو صفية، ولا أكثر من 360 عاملاً صحيًا اختطفتهم إسرائيل من غزة منذ أكتوبر 2023»، مشددة على أن احتجاز الكوادر الطبية يمثل جريمة حرب واضحة.

من جهته، كتب الدكتور ييبيـنغ غي، عضو منظمة «أطباء ضد الإبادة الجماعية»، عبر منصات التواصل: «قبل عام، اختطف الجيش الإسرائيلي الدكتور حسام أبو صفية إلى جانب عشرات من أفراد الطاقم الطبي خلال اقتحام مروّع لمستشفى كمال عدوان. أطلقوا سراحه… أطلقوا سراحهم جميعًا»، بحسب منصة كومن دريمز.

كما جدّدت الناشطة بيترا شورنهوفر مطالبتها بالإفراج عنه، قائلة: «مرّ عام على احتجاز الدكتور أبو صفية بشكل غير قانوني، وهو يتعرّض لمعاملة قاسية وغير إنسانية داخل السجون الإسرائيلية. لا تنسوه».

وكان أبو صفية (52 عامًا) قد اعتُقل في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2024 خلال اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، في وقت كان المستشفى آخر مرفق صحي رئيسي يعمل في شمال قطاع غزة. وزعم جيش الاحتلال، دون تقديم أدلة، أن المستشفى يُستخدم لأغراض عسكرية.

وخلال العدوان، فقد الطبيب ابنه البالغ 15 عامًا في غارة بطائرة مسيّرة استهدفت المستشفى، كما أُصيب هو نفسه بجروح خطيرة خلّفت شظايا في ساقه. وبعد اعتقاله، نُقل إلى سجن سديه تيمان سيّئ الصيت في صحراء النقب، قبل تحويله لاحقًا إلى سجن عوفر في الضفة الغربية.

وأفاد أبو صفية بتعرّضه لتعذيب قاسٍ شمل الضرب بالعصي والصعق بالكهرباء، إضافة إلى فقدان شديد في الوزن وكسور في الأضلاع، مع حرمانه من العلاج الطبي اللازم. ورغم نفي سلطات الاحتلال لهذه الاتهامات، إلا أن تقارير حقوقية موثقة أكدت تعرّض عاملين صحيين فلسطينيين للتعذيب حتى الموت، كما في قضية الطبيب عدنان البرش.

وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، إن البرش «يُرجّح أنه تعرّض للاغتصاب حتى الموت»، مشيرة إلى أن مصيرًا مشابهًا طال محتجزين فلسطينيين آخرين.

ولا يزال أبو صفية محتجزًا دون توجيه أي تهمة رسمية، مع تمديد اعتقاله مرارًا استنادًا إلى قانون «المقاتل غير الشرعي». وفي يناير الماضي، توفيت والدته إثر نوبة قلبية، وقالت منظمة «ميدغلوبال» الأمريكية إن وفاتها جاءت نتيجة «حزن شديد على مصير ابنها».

وبحسب الأمم المتحدة، دمّرت القوات الإسرائيلية أو ألحقت أضرارًا جسيمة بمعظم مستشفيات غزة خلال مئات الهجمات منذ أكتوبر 2023، فيما استشهد أكثر من 1500 عامل صحي فلسطيني.

وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة قد خلصت إلى أن إسرائيل انتهجت سياسة متعمّدة لتدمير النظام الصحي في غزة، فيما يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسط استمرار دعوى الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ومذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين.

وفي نداء مؤثر، قالت ألبينا أبو صفية، زوجة الطبيب المعتقل: " أنقذوا زوجي قبل فوات الأوان… جريمته الوحيدة كانت إنقاذ الجرحى ومداواة الأطفال».

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة