تلفزيون نابلس
كوكا كولا
المسيحيون الفلسطينيون في غزة يقيمون قداس عيد الميلاد بعد عامين من الحرب
12/25/2025 8:01:00 AM

 أقام المسيحيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قداس عيد الميلاد مساء أمس الأربعاء، بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل وخلفت خسائر بشرية كبيرة جدا ودمارا هائلا.


وفي ظل آثار الحرب الإسرائيلية الجاثمة على الواقع النفسي والمعيشي للفلسطينيين بغزة حاول المشاركون في القداس استعادة شيء من رمزية العيد الدينية والإنسانية.

وأقيم القداس في كنيسة العائلة المقدسة داخل مجمع دير اللاتين (الكاثوليك) شرقي مدينة غزة، حيث لا يزال الدمار والفقد حاضرَين في تفاصيل الحياة اليومية.

و لم تختف تداعيات الحرب عن وجوه المشاركين في القداس، الذين عاشوا تجربة النزوح وفقدان الأمان، وترافق حضورهم مع أمنيات بأن يشكّل هذا العيد بداية لمرحلة أكثر استقرارا بعد عامين من المعاناة.

وفيما كانت الكنائس في مثل هذا التوقيت تتزين لاستقبال الأعياد، خيم الحزن هذا العام على أروقتها، إثر ما لحق بها خلال عامي الحرب.

وقبيل بدء القداس، انشغل المواطنون داخل الكنيسة بتزيين شجرة عيد ميلاد صغيرة والمغارة، في مشهد بسيط حاولوا من خلاله بسط أجواء من الفرح واستعادة شيء من روح العيد.

وعلى وقع التراتيل الخافتة وأضواء الشموع، جلس الحضور داخل الكنيسة في صمت لالتقاط لحظة سلام عابرة، فيما بدت المقاعد شاهدة على أعوام من النزوح والخوف.

إدوارد صباغ، المشارك في القداس، قال لوكالة الأناضول للأنباء، إن أجواء العيد هذا العام أفضل نسبيا مقارنة بفترة الحرب، رغم ثقل المعاناة التي يعيشها المواطنون.

وأوضح صباغ أن العائلات تحاول إحياء العيد بتزيين شجرة الميلاد والمغارة والكنيسة، واستعادة شيء من الفرح الداخلي بعد عامين من الإبادة.

مشاعر الفرح تبقى منقوصة لكنها حاضرة جزئيا مع توقف الحرب، معربا عن أمله بأن يسود السلام في البلاد وألا تعود الحرب.
وأضاف أن مشاعر الفرح تبقى منقوصة لكنها حاضرة جزئيا مع توقف الحرب، معربا عن أمله بأن يسود السلام في البلاد وألا تعود الحرب.

وأكد أن المواطنين بقطاع غزة لا يريدون الدمار، بل الحياة بسلام كما كانت الأوضاع قبل الحرب.

وأشار صباغ إلى أن عائلته نزحت إلى الكنيسة خلال الحرب في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، بعد يومين من انطلاقها، قبل أن تتعرض الكنيسة للقصف في الشهر نفسه.

وقال إن العيد هذا العام يختلف عن الأعياد السابقة، إذ لا يمكن الشعور بالفرح الكامل بعد ما شهده القطاع، إلا أن انتهاء الحرب بحد ذاته يمنح الناس سببا للسعادة.

وخلال العامين الماضيين، تعرضت كنيسة العائلة المقدسة لقصف إسرائيلي عدة مرات، أسفر آخرها في يوليو/تموز 2025 عن مقتل 3 نازحين وإصابة 9 آخرين، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية الكنيسة.

فيما قتلت إسرائيل خلال عامي الإبادة، 20 مسيحيا في هجمات على أنحاء متفرقة بالقطاع، كما استهدف الجيش الإسرائيلي 3 كنائس رئيسية بغزة أكثر من مرة.

وإلى جانب الذكريات المؤلمة التي تحتفظ بها الكنيسة، فإنها ترعى بين جدرانها عددا من العائلات المسيحية التي فقدت منازلها خلال الإبادة.

يُذكر أن نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة يتبعون لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة