
رغم المخاطر اليومية وإطلاق النار المستمر، استأنف مزارعون في منطقة قيزان أبو رشوان جنوب خانيونس، جنوب قطاع غزة، العمل في أراضيهم الزراعية القريبة من ما يُعرف بـ“الخط الأصفر” والمواقع العسكرية الإسرائيلية، في محاولة لتأمين الغذاء لأهالي القطاع وانتزاع مصدر رزق كريم بعد عامين من حرب الإبادة والتجويع.
ويعمل المزارع أسعد حجازي إلى جانب أفراد من عائلته في ظروف بالغة الخطورة، حيث يقول: “نتعرض يوميًا لإطلاق نار من عدة اتجاهات، نغادر المكان اضطرارًا ثم نعود لاحقًا لمواصلة العمل”، مؤكدًا أن التهديد لا يفارقهم خلال ساعات النهار.
ويشتكي حجازي من الارتفاع الحاد في أسعار الأدوية الزراعية وعدم توفرها، ما ينعكس سلبًا على جودة المحاصيل وكمياتها، مشيرًا إلى غياب أي دعم مؤسسي للمزارعين في هذه المناطق. وأضاف: “لا نتلقى أي مساعدة من المؤسسات الدولية بسبب قرب أراضينا من الخط الأصفر، رغم تصنيفها كمناطق آمنة”.
وناشد حجازي منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) تقديم دعم عاجل للمزارعين العاملين في مناطق التماس، وتوفير المستلزمات الزراعية والأدوية اللازمة لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وتلبية احتياجات سكان القطاع من الغذاء.
بدوره، أوضح المزارع محمد حجازي أنهم اضطروا للنزوح عن المنطقة عدة مرات في فترات سابقة، وتعرضت بيوتهم البلاستيكية للتجريف والحرق مرتين، إلا أنهم كانوا يعودون في كل مرة لإصلاحها واستئناف الزراعة رغم الخسائر المتكررة.
أما المزارع أحمد الدهليز، فسلط الضوء على خطورة الأوضاع الأمنية، متسائلًا بمرارة: “عن أي أمان يتحدثون؟”، في ظل إطلاق النار والقذائف على مدار الساعة، إضافة إلى تحليق الطائرات المسيّرة ليلًا فوق رؤوسهم. وأضاف: “ورغم ذلك، نحن صامدون على تراب هذا الوطن، لن نرحل ولن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء”.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواجه الزراعة في القطاع واحدة من أسوأ أزماتها التاريخية، مع منع إدخال المعدات والبذور الزراعية، وتدمير مساحات واسعة من الأراضي بفعل القصف والقيود الإسرائيلية المتواصلة.
وتشير تقديرات مشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) إلى أن أكثر من 95% من الأراضي الزراعية في غزة باتت غير قابلة للوصول أمام المزارعين، وفق تقييم صدر في يوليو/تموز الماضي. كما تضرر نحو 80% من الأراضي الزراعية بشكل مباشر حتى مايو/أيار، وأصبحت 77.8% منها غير قابلة للوصول، إلى جانب تضرر 71.2% من البيوت البلاستيكية و82.8% من آبار المياه.
وكانت “فاو” قد حذرت في بيانات سابقة من أن هذا الدمار الواسع يهدد بانهيار كامل للنظام الغذائي في غزة وشرايين الحياة الأساسية للسكان، علمًا بأن القطاع الزراعي كان يشكل قبل الحرب نحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي للقطاع، ويوفر سبل العيش لما يقارب 560 ألف شخص.
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار الاقتصاد
أخبار اسرائيلية
أخبار محلية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |