الصحة العالمية: أكثر من ألف مريض في غزة استشهدوا بانتظار الإجلاء الطبي والحصار يفتك بالقطاع الصحي
12/13/2025 8:50:00 AM
كشفت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن الحصار الإسرائيلي المطبق وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة تسببا في استشهاد 1092 مريضاً، وذلك خلال الفترة الممتدة بين شهر يوليو/تموز من العام الجاري وحتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، حيث فارق هؤلاء الحياة وهم ينتظرون الموافقة على إجلائهم طبياً لتلقي العلاج خارج القطاع المحاصر.
وجاءت هذه الأرقام الصادمة في تصريحات صحفية أدلى بها ريك بيبركورن، ممثل المنظمة الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال مؤتمر عقده في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك يوم أمس الجمعة، مستنداً في معلوماته إلى التقارير والبيانات الواردة من السلطات الصحية العاملة في قطاع غزة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن هذه الحصيلة المعلنة قد لا تعكس الواقع المأساوي بالكامل، مرجحاً أن تكون الأعداد الفعلية للضحايا الذين قضوا بسبب منعهم من السفر للعلاج أعلى من ذلك بكثير، منوهاً إلى أن الإحصائية الحالية تقتصر فقط على حالات الوفاة التي تم توثيقها والإبلاغ عنها رسمياً للجهات المختصة.
وفي سياق متصل، جددت المنظمة الدولية مناشدتها لدول العالم بضرورة فتح أبوابها لاستقبال المرضى والجرحى من القطاع، مشددة على أهمية استئناف تحويل المرضى للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس المحتلة كحق أصيل لهم لإنقاذ حياتهم.
الأعداد الفعلية للضحايا الذين قضوا بسبب منعهم من السفر للعلاج أعلى من ذلك بكثير، والإحصائية الحالية تقتصر فقط على الحالات الموثقة.
واستعرض بيبركورن الوضع الكارثي للمنظومة الصحية في غزة، موضحاً أن 18 مستشفى فقط من أصل 36 لا تزال تعمل وبشكل جزئي، إضافة إلى عمل 43% فقط من مراكز الرعاية الأولية، في ظل نفاد حاد وخطير للأدوية الحيوية، لا سيما علاجات أمراض القلب والمستلزمات الطبية الضرورية.
ونوه المسؤول إلى العقبات المستمرة التي يضعها الاحتلال، موضحاً أنه برغم التحسن الطفيف في معدلات الموافقة الشكلية على دخول المساعدات، إلا أن الإجراءات الفعلية لإدخال المعدات الطبية والأدوية لا تزال تتسم بالبطء الشديد والتعقيد غير المبرر، مما يفاقم معاناة المرضى.
وتتقاطع هذه التحذيرات مع دعوات سابقة أطلقتها منظمة "أطباء بلا حدود" خلال الشهر الحالي، حيث طالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإجلاء عشرات الآلاف من الحالات الحرجة في غزة، مؤكدة أن المئات قد فقدوا أرواحهم بالفعل وهم ينتظرون طوق النجاة الذي لم يصل.
وبحسب تقديرات المنظمة العالمية، تمكن نحو 8 آلاف مريض فقط من الخروج للعلاج منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، بينما لا يزال هناك أكثر من 16 ألفاً و500 مريض وجريح يواجهون مصيراً مجهولاً وبحاجة ماسة للعلاج خارج حدود القطاع المدمر.