تلفزيون نابلس
نار جهنم": شهادات من سكان الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء الطبي
3/23/2024 11:15:00 PM

 يقول سكان الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء الطبي في غرب مدينة غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الشبان والرجال ويدفع النساء والأطفال للنزوح باتجاه جنوب القطاع، قائلين إن ما يعانونه أصعب من "نار جهنم"، بحسب ما جاء في تقرير أوردته وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.

ولا تُعرف بعد حصيلة ضحايا هذه عدوان الاحتلال على مجمع الشفاء، لكن سكان أحياء الرمال والنصر ومخيم الشاطئ يقولون إنهم رأوا جثثًا في الشوارع وأن الاعتقالات تجري بالجملة وأن النساء والأطفال ينزحون تحت وابل القصف المدفعي والغارات الجوية والقصف من المسيَرات، فيما تدور "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية" في المنطقة.
واقتحمت عشرات الدبابات والمركبات المدرعة الأحياء المحيطة وصولاً إلى مجمع الشفاء الذي طوقته واقتحمته فجر الإثنين. وألقى الجيش منشورات طلب فيها من السكان إخلاء المنطقة والتوجه غربًا ثم سلوك شارع الرشيد الساحلي إلى المواصي، على بعد نحو 30 كيلومترًا في الجنوب. وأفاد شهود عيان، مع بدء العدوان، بأن مئات الأشخاص فروا من منطقة المجمع.
"أكثر من نار جهنم"
وتحدث محمد (59 عاما) وهو من سكان مخيم الشاطئ القريب من المجمع الطبي وهو الأكبر في القطاع، الجمعة، عن "إطلاق نار وقصف مدفعي طوال الليل. الجيش فجّر خمسة بيوت قرب مستشفى الشفاء".
وأضاف، مفضلا عدم الكشف عن اسمه الكامل، "شاهدت في شارع الشفاء جثثًا كثيرة والدبابات تقف في الشوارع المؤدية للمستشفى. شاهدت النيران تشتعل في منزل بجانب الشفاء".

وأضاف "منطقة الرمال والشاطئ مثل مدينة أشباح. الجيش يقتحم الأحياء بيتًا بيتًا ويعتقل كل الذكور حتى من بينهم أطفال. كل الناس خائفون من الإعدامات والحبس... ما يجري هو انتقام وإبادة. حوّلوا غزة إلى أكثر من نار جهنم".

وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال قصف العديد من مباني المستشفى، بما في ذلك قسم أمراض الشرايين الذي اشتعلت فيه النيران. وتحدث الإعلام الحكومي، السبت، عن "حرق عدة مباني في المجمع واحتجاز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم، والعشرات من الكوادر الطبية".

جردوهم من ملابسهم

وقال ممرض في المشفى فضل عدم الكشف عن اسمه، الخميس، إن عمليات قصف ليلية "ألحقت أضرارا بجميع المباني"، ولا سيما قسم الجراحة. وأضاف أن في المجمع الذي لجأ إليه مدنيون نازحون منذ أسابيع، "لا يوجد ما يكفي من طعام وشراب".
وفي اليوم الخامس للعدوان، قال محمود أبو عمرة (50 عاما) وهو من سكان حي الرمال إن "قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم (الجمعة) جميع المنازل والعمارات السكنية في محيط منطقة الكتيبة ودوار الأمم المتحدة غرب غزة".

وأضاف "أخرجوا جميع السكان من المنازل وأجبروا كل الشباب الذكور فوق سن 16 عاما على خلع ملابسهم بالكامل إلا الملابس الداخلية السفلية، وقاموا بتقييدهم وضربهم بأعقاب البنادق وشتمهم بشتائم نابية. ثم أخذوهم إلى مدرسة بجانب مستشفى الشفاء للاستجواب".

أما النساء والأطفال فقال "إنهم يرغمونهم على التوجه غربًا باتجاه الساحل ومن ثم إلى الجنوب".
الاحتلال: "لن نتوقف ولو للحظة واحدة"

ويدعي جيش الاحتلال، الذي يواصل عدوانه لليوم السادس على المجمع الذي تحاصره الدبابات وتنتشر في محيطه، أنه تحرك بناء على معلومات بوجود كوادر من حماس والجهاد الإسلامي بداخل المستشفى وأنه قتل "أكثر من 170" منهم خلال مواجهات معهم، فيما اعتقل 800 من "المشتبه بهم" واستجوبهم.
أجرى قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، يارون فينكلمان، تقييما للوضع في مجمع الشفاء الطبي في بمدينة غزة أمس الجمعة، بمشاركة مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حاليفا، وقائد الفرقة 162، إيتسيك كوهين. قائد وحدة الكوماندوز البحرية.
وصرّح فينكلمان، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، بأنه "العملية هنا في الشفاء هي عملية هامة. إنها عملية جريئة وخادعة ومثيرة للإعجاب حتى الآن. استهدفت مئات الإرهابيين واعتقلت مئات الإرهابيين وجلبت أصولًا عملياتية واستخباراتية كبيرة".
وأضاف "نحن نواصل هذه العملية، ولن ننهيها إلا عندما يصبح آخر المخربين في أيدينا، حيًا أو ميتًا. استمروا في التقدم، لن نتوقف ولو للحظة واحدة".

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة