تلفزيون نابلس
هل يحمل "شباط الخباط" الثلوج في طياته؟
2/6/2016 7:58:00 PM

 مع بداية ما يُعرف بخمسينية الشتاء في بلاد الشام مطلع الشهر الجاري، تسيطر الأجواء المستقرة والدافئة في عموم أرجاء البلاد مع درجات حرارة أعلى من معدلاتها، ومن المتوقع أن تبقى الأجواء المستقرة حاضرة في الثلث الأول من شهر شباط الجاري والذي كما قالوا قديما “شباط ما عليه رباط “، اذ يبدو أن هذا الكلام سينطبق على أرض الواقع مع بداية الثلث الثاني منه .

وتشير بيانات وخرائط النماذج العددية لدى مركز “طقس العرب” الإقليمي للأرصاد والتنبؤات الجوية، إلى تزايُد فُرص تأثُر منطقة بلاد الشام والعراق بمُنخفض جوي وكُتلة هوائية باردة مطلع الأسبوع الجديد، ويعتبر تواجد مرتفع  جوي ضخم وعنيد فوق أجزاء واسعة من القارّة الأوروبية، العامل الأبرز – بعد مشيئة الله –  في اندفاع سريع الحركة لكُتلة هوائية باردة نحو تركيا ومن ثم إلى منطقة بلاد الشام والعراق، حيثُ يعمل ذلك على انخفاض قيم الضغط الجوي شرق البحر الأبيض المتوسط وبالتالي نشوء مُنخفض جوي إلى الغرب من سوريا وقُرب السواحل اللبنانية.

وفي الثلث الاول من الشهر الحالي يتوقع أن تستقر الأجواء في جميع أيام هذه الفترة ، وتتأثر البلاد بمرتفع جوي وتيارات هوائية دافئة تكون شرقية في كثير من أيام هذه الفترة ، وذلك نتيجة تأثر أجزاء واسعة من القارة العجوز بأحواض قطبية شديدة البرودة خصوصاً الأجزاء الغربية والوسطى والشمالية ، وصولاً الى شمال تونس والجزائر ، ويتوقع أن تبلغ درجة الحرارة ذروتها في السادس من شباط ، حيث يتوقع أن تلامس درجة الحرارة في القدس 25 درجة ، في حين تصل الى نهاية العشرينيات في المدن السهلية المنخفضة ، ومع أجواء صيفية حارة في الأغوار والبحر الميت وبخصوص الثلث الثاني ( 10 / 2 – 20 / 2 ) فمن المتوقع أن نتأثر في هذه الفترة بأجواء مختلفة تماماً مقارنة بالثلث الأول ، حيث يظهر على الخرائط الجوية  مرتفع جوي ضخم يتمركز فوق أرجاء شاسعة من أوروبا خصوصاً شمال غرب القارة.

 ومن المتوقع أن تنحدر كتلة هوائية قطبية المنشأ لتصل الى بحر إيجه والجزر اليونانية وغرب تركيا  كما يظهر حالياً ، ويتشكل على إثر ذلك منخفض جوي يبدو عميقاً ليؤثر تدريجياً على بلاد الشام مع عبوره الى الشرق ، مع تساقط للأمطار في معظم المناطق ، وربما الثلوج أيضاً فوق الجبال ، ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة عن معدلاتها في الأيام الأولى من هذه الفترة بشكل لافت ، في حين ترتفع لاحقاً لتصبح حول معدلاتها .

ويتوقع أن تبقى مناطق عديدة من أوروبا تحت وطأة مرتفع جوي في هذا الثلث خصوصاً بُعيد منتصفه بمشيئة الله، مما يعزز أيضاً فرصة تأثرنا بأجواء باردة ورطبة من جديد في حال ثبتت هذه المؤشرات الحالية .

وفيما يلي تفصيل أكبر للحالات الجوية المتوقع أن تسود في شهر شباط الجاري :

الأردن وفلسطين يتوقع بمشيئة الله أن تزداد الفعالية الجوية على الأردن وفلسطين نهار غد الأحد بدءاً من المناطق الشمالية، على أن تمتد الفعالية الجوية سريعاً نحو المناطق الوسطى خاصة مع ساعات مساء الأحد، لتشمل سريعاً الجنوب مع نهار الإثنين، حيث تهطل الأمطار الرعدية على العديد من المناطق مصحوبة بانخفاض كبير على درجات الحرارة العُظمى إلى ما دون العشرين مئوية في المدن بما في ذلك عمان والقُدس.

 كذلك من المنتظر أن تبقى الأردن وفلسطين خلال الأيام التالية تحت تأثير بقايا الكتلة الهوائية الباردة، حيث تنخقض درجات الحرارة الصُغرى أثناء الليل إلى قيم متدنية وبحدود 7-9 درجات مئوية في المدن الرئيسية للبلاد بما في ذلك عمان والقدس وإلى أقل من ذلك في السهول الشرقية وجبال الشراه.

لبنان: أمطار غزيرة وشاملة وتساقُط الثلوج على المرتفعات الجبلية الشاهقة اعتباراً من مساء الجُمعة ونهار السبت بأحوال جوية غير مستقرة مع أمطار رعدية في مناطق متفرقة من البلاد، تسبق وصول الفعالية الرئيسية الناتجة عن المُنخفض الجوي، مع أفضلية لمناطق الساحل والشمال، أما التأثير الفعلي للمنخفض فيبدأ مع ساعات صباح يوم الأحد على أن يستمر تأثيره أيضاً يوم الإثنين. وسيرافق المنخفض الجوي انخفاض كبير على درجات الحرارة في لبنان لتكون دون مُعدلاتها السنوية بشكل لافت ،  أمّا الأمطار، فستكون بحسب التوقعات غزيرة وشاملة ومترافقة بالعواصف الرعدية القوية وتساقط زخات البَرَد، كما ستشهد المرتفعات الجبلية اللبنانية التي يزيد ارتفاعها عن 2100 متر وما فوق تساقطات ثلجية غزيرة.

سوريا: انخفاض واضح على درجات الحرارة وأمطار شاملة لأغلب المناطق تماماً كما في لبنان، يسبق تأثيرات المُنخفض الجوي في سوريا، تشكُل حالة من عدم الاستقرار الجوي اعتباراً من مساء الجُمعة ونهار السبت، يتركز تأثيرها على المناطق الساحلية والشمالية، حيث تهطُل أمطار رعدية على أجزاء عشوائية، تنتشر لأجزاء مُتفرقة من البلاد.

ويبدأ التأثير الفعلي للمنخفض الجوي على المناطق الساحلية والشمالية والجزيرة مع ساعات مساء اليوم السبت ويمتد تأثيره إلى معظم مناطق البلاد يوم الأحد ويستمر تأثيره حتى يوم الإثنين. ويتوقع أن يطرأ انخفاض كبير على درجات الحرارة لتكون دون مُعدلاتها السنوية بشكل لافت وتصبح الأجواء أكثر برودة من المعتاد لا سيما يوم الإثنين مع هُطول أمطار رعدية شديدة الغزارة على شمال غرب البلاد، فيما ستصل الأمطار الغزيرة إلى دمشق وجنوب البلاد بعد ظهر الأحد إن شاء الله، وتكون الهطولات شاملة لأجزاء واسعة من البلاد عصر ومساء الأحد مع نشاط ملحوظ على سرعة الرياح الغربية.

ومن الجدير ذكره انه من المتوقع في نهاية الشهر الجاري أن تبدأ هذه الفترة بأجواء رطبة في حال تأخرت الأنظمة الجوية في الأيام التي تسبقها ، ويتوقع أن تستقر الأجواء في الكثير من أيام هذه الفترة ، مع فرصة لتخلخل هذا الاستقرار في آخر الفترة ، مع العلم أن دقة التوقعات في هذه الفترة تعتبر أقل من الفترات السابقة بسبب بُعد الفترة الزمنية هذا والله تعالى دائماً  أعلى وأعلم .    


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة