تلفزيون نابلس
فتيات يخرجن لسوق العمل للفوز بشريك الحياة!
8/3/2015 2:34:00 PM

لم تلبث سلمى محمود (22 عاما) أن تنهي جامعتها بنجاح وتتخرج منها، حتى تأخذ قسطا من الراحة بعيدا عن أجواء الدراسة والامتحانات. غير أنها تفاجأت بطلب والدتها وإصرارها على أن تبدأ مباشرة بالبحث عن عمل.

سلمى استغربت في بداية الأمر من والدتها كثيراً، والسرعة التي تريد أن تحظى فيها بوظيفة، لكنها فهمت الموضوع حينما صارحتها على الفور بأنها لا بد أن تعمل علّها تلتقي بشريك حياتها، وأن بقاءها في البيت لن يفيدها ولن يراها أحد.

تقول سلمى لـ صحيفة "الغد" الأردنية، "استغربت كثيراً من منطق والدتي في التفكير وخوفها وحرصها على أن أجد شريكا لي بهذه السرعة، الا أنني عرفت فيما بعد أن أغلب الفتيات والأمهات يفكرن بالطريقة ذاتها، خصوصاً وأنها تلاقي نجاحاً في أغلب الأوقات".

ومع ازدياد نسب العنوسة في الاردن، بات هنالك رهاب من قبل الفتيات، وتحديدا الأمهات على مستقبل بناتهن وضرورة الحصول على شريك، وهو الأمر الذي يدفع كثيرا منهن للخروج والانخراط في سوق العمل والتعرف على أكبر نسبة ممكنة من الناس، أملاً في الفوز بزوج مناسب.

سلمى ليست وحدها التي اختارت هذه الطريقة، فإيمان ابراهيم هي الأخرى رضيت في الحصول على عمل لا يناسبها إطلاقاً ولا تحظى من خلاله على امتيازات، وساعات العمل فيه طويلة، غير أنها متعلقة به وترفض رفضاً قاطعاً أن تتركه بدون أن تجد لها بديلا.

سلمى تعمل سكرتيرة عند أحد الأطباء، وهو عمل طويل ومتعب جداً، بحسب وصفها، ومرتبها فيه لا يكفيها، الا أنها تعتبره المخرج الوحيد للالتقاء بالناس والتعرف على زوج مناسب لها، مبينة أن هذه هي الطريقة الوحيدة بالنسبة لها للزواج فهي لا تخرج لأي مكان آخر.

وتقدم لسلمى عريسان منذ أن عملت الا أنهما لم يناسباها، مبينةً أنها ستستمر في العمل حتى تجد شخصا مناسبا. تقول "عملي هو المكان الوحيد الذي أرى فيه أشخاصا بعيدا عن محيط عائلتي، وجلوسي في البيت سيجعلني محصورة في دائرة أقاربي فقط، وهذا أمر لا أريده".

وفي ذلك، يذهب الاستشاري الاجتماعي الأسري ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، إلى أن الحصول على شريك حياة من خلال العمل، يعد وجهة نظر عند بعض العائلات، خصوصا في ظل الظروف والدراسات التي تبين ارتفاعا بسن الزواج، كما ظهر في دراسة لجمعية العفاف أن هناك أكثر من مائة ألف فتاة أعمارهن تجاوزت الثلاثين عاماً ولم يسبق لهن الزواج، وهو الأمر الذي يؤكد وجود مشكلة تتعلق بالزواج في الأردن.

ويضيف لـ"الغد" أن ذلك يعود لأسباب عدة اجتماعية واقتصادية وما يتعلق بنظرة الشاب والفتاة للزواج، وبما أن كثيرا من الشباب يبحثون عند الزواج عن الفتاة العاملة نظراً للحالة الاقتصادية وغلاء المعيشة؛ فإن ذلك يدفع الفتيات للحرص على العمل، وإن كان أحيانا غير مقنع لهن، لكنه يزيد من فرصهن في الزواج.

ويتابع سرحان "من خلال قراءة الواقع، هناك نسبة لا بأس بها من الفتيات العاملات غير المتزوجات، وهذا قد يعود الى أن الفتاة العاملة تتغير نظرتها لكثير من الأمور وتصبح لها شروط معينة لا تتنازل عنها".

في حين يرى مستشار العلاقات الأسرية والنفسية والزوجية د. أحمد سريوي، أن الزمن الحالي اختلف؛ فقديماً كان يجب أن تكون الفتاة متواجدة دائماً بالبيت لكي يتم اختيارها كزوجة، الا أن الوضع تغير تماماً في الوقت الحالي، حيث بات الرجل يبحث عن الفتاة التي تعمل ولديها دخل، كأحد المعايير المهمة عند اختيارها.

ويذهب الى أن خروجها للعمل يكون أحيانا من باب أن تظهر للآخرين وجودها وتفرض حضورها بطريقة لبقة ومحترمة، بحيث تصبح خيارا للأشخاص الباحثين عن الزواج، مبيناً أن هذا الأمر لا ضرر فيه على الإطلاق، وفي الوقت نفسه يحذر سريوي من أن لا يكون هذا الأمر هاجسا عند الفتاة وأهلها.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة