مسألة فصل التيار الكهربائي تشغل الرأي العام في مدينتي نابلس وجنين من جديد، وسط أجواء من الغضب والتذمر. في حين، تؤكد شركة كهرباء الشمال أنها ملتزمة بتسديد فواتيرها أولاً بأول، وترجح أن تكون الخطوة ذات “خلفية سياسية”.

فصلت الشركة القطرية الإسرائيلية التيار الكهربائي عن مدينتي نابلس وجنين الأربعاء لمدة ساعة واحدة، وذلك من الساعة 2:00 وحتى 3:00 بعد الظهر، بعد إبلاغ شركة كهرباء الشمال قبيل ساعات قليلة.

وتعطلت أعمال المواطنين في الأسواق والمنشآت، إذ اضطر بعضهم للتوقف عن العمل، في حين لم يأبه البعض الآخر مستعيناً بالشموع والكشافات الصغيرة، وحتى مولدات الكهرباء. كما توقفت الإشارات الضوئية عن العمل مما أدى إلى إرباك حركة المرور على بعض المفترقات في المدينة.

وكانت الشركة الإسرائيلية قد فصلت التيار الكهربائي أول أمس الاثنين بشكل مفاجئ، ولمدة ساعة واحدة أيضاً، لتؤكد كهرباء الشمال بعدها بأنها لم تبلغ بأي نوايا لاستمرار قطع الكهرباء في الأيام اللاحقة، لكن المسألة تكررت اليوم

وتقول شركة الكهرباء الإسرائيلية إن على السلطة الفلسطينية ديوناً مستحقة لقطاع الكهرباء تبلغ 1.9 مليار شيقل، على حد قولها، مبررة خطوة فصل التيار بتراكم الديون.

وبدا التذمر والانزعاج واضحاً على المواطنين، إذ شغلت مسألة قطع الكهرباء جل أحاديثهم في الشارع وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وعلق أحدهم على صفحة كهرباء الشمال على موقع فيسبوك قائلاً: “ما ذنبنا؟ نحن ملتزمون بالدفع منذ سنوات”. وقال آخر: “تطالبون المواطنين بتسديد فواتيرهم وأنتم لا تفعلون”. وتساءل البعض الآخر عن سبب عدم التخطيط لتوفير مصادر طاقة بديلة وبنية تحتية جيدة طوال السنوات السابقة.

 

إلا أن شركة كهرباء الشمال، نفت وجود أي ديون متراكمة عليها، باستثناء فاتورة شهر يناير/كانون ثاني الماضي، والبالغة 45 مليون شيقل، والتي تسلمتها الشركة قبل أربعة أيام فقط، على حد ذكرها. وأضافت: “بعد الاطلاع على كشوفاتنا، لا ديون علينا باستثناء الشهر الأخير. نحن ملتزمون بالتسديد أولاً بأول، لكن المسألة ليست مرتبطة بالديون، نعتقد أن الخلفية سياسية بحتة”.

الجدير بالذكر أن اتفاق أوسلو يلزم السلطة الفلسطينية بشراء الكهرباء من الجانب الإسرائيلي، والتي تشكل برفقة الوقود والغاز حوالي 35% من مجموع الصادرات الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية، بحسب دراسات حديثة.

 
المصدر: دوز