تلفزيون نابلس
بعيداً عن عيون الأهل والأساتذة..الشذوذ الجنسي للفتيات..حكايات مجهولة خلف أسوار جامعة خاصة !
12/20/2014 11:57:00 PM

قضية شائكة لا يتحدث عنها المجتمع المصري بصراحة أبدًا، هى قضية الشذوذ الجنسى أو السحاق لدى الفتيات. لن تجد أى إحصاءات رسمية تفيدك فى رسم صورة علمية لهذه الظاهرة، ولن تجد أى بيانات دقيقة أو اعترافات حقيقية تفسر لك أسباب تفشى هذا السلوك الشاذ، رغم أن أولى خطوات حل أى مشكلة هى التصدى لها بالتحليل والرصد.

تزايد أعداد الفتيات السحاقيات، وظهورهن إلى العلن بوضوح فى بعض وسائل الإعلام، عكس الماضى الذى كانت فيه هذه الممارسات تتم فى قمة السرية، دفعنا للجوء إلى مصادرنا محاولين فهم كيف تسقط الفتاة فى شباك فتاة مثلها، وهل من الممكن علاج الفتاة الشاذة لتعود سوية مرة أخرى؟

حكايات فتيات بالجامعة الخاصة:

هبة ف. طالبة بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، روت لنا تفاصيل ما يتم بين فتيات الجامعة بعيدًا عن عيون الأهل أو رقابة الأساتذة، فقال إنها تعرفت فور انضمامها للجامعة على فتاة تدعى ميار، طالبة بالفرقة الرابعة بنفس كليتها، وتدرس فى الجامعة منذ ما يزيد على 6 سنوات لأنها ترسب باستمرار.

مع الوقت عرفت هبة أن ميار من الشخصيات التى يثار حولها الكثير من علامات الاستفهام، بسبب ملابسها المثيرة، وضبطها مع فتيات أخريات أكثر من مرة بحمام البنات، حتى وصل الأمر إلى شكوى بعض الطالبات من أنها تداعبهم فى أماكن حساسة من الجسد، مما دفع إدارة الجامعة لفصلها عدة مرات، لكنها كانت تعود دائما بسبب علاقاتها الاجتماعية النافذة والمصاريف السنوية الكثيرة التى تدفعها.

عندما وصفت لنا هبة صديقتها غريبة الأطوار قالت إنها جميلة، لكن ملابسها لم تكن تناسب الجامعة، وكانت دائمًا ما ترسم وشم على كتفها وتلبس جيب قصيرة وبلوزة تربطها فوق بطنها، ورغم جاذبيتها الكبيرة فهى لم تكن تتحدث مع الشباب، بل كانت تتشاجر مع من يحاول التقرب إليها منهم، وعندما سألتها ذات يوم عن سبب هذا التنافر بينها وبين الشباب، قالت إن ولدها جعلها تكره الرجال بسبب قسوته فى التعامل معها وخيانته لأمها دومًا، لذلك كانت تكره الرجال سواء الطلبة أو الأساتذة.

وكشفت لنا هبة عن محاولة ميار الاعتداء جنسيًا على طالبة جديدة، حيث قامت بالتعرف على فتاة فى الفرقة الأولى تدعى إسراء، وبعد فترة دعتها إلى منزلها بحجة المذاكرة، حيث إن ميار تعيش وحدها فى شقة فخمة بمدينة 6 أكتوبر، وتقول هبة إن الغريب هو انقطاع إسراء الطالبة الجديدة عن الجامعة تمامًا بعد هذه الزيارة، ولم تعد تحضر المحاضرات أو تلتزم بالامتحانات الدورية.

استطاعت هبة أن ترتب لنا زيارة لمنزل إسراء، والتقينا بها هناك فوجدناها قد قررت التحويل من الكلية نهائيًا، وطالبتنا بعدم نشر اسمها كاملًا، وقالت إنها لا تهتم بشىء فى حياتها غير المذكرة والدراسة، وكانت تخشى دومًا من صعوبات المرحلة الجامعية، وبدموع مترقرقة قالت إنها عندما ذهبت لمنزل ميار كان هدفها هو التحصيل فقط، لكن ميار كان لها أهداف أخرى، فبعد نصف ساعة من المذاكرة ظلت تلح صاحبة المنزل تلح عليها أن تخلع ملابس الخروج وترتدى شيئًا مريحًا من دولابها.

تقول إسراء إنها رفضت هذا العرض فى البداية، لكن عقب الإلحاح الشديد قامت بنزع ملابسها، وقبل أن ترتدى أى شىء فوجئت بميار تلتقط لها صورًا بحجة أن جسدها يشبه «الموديلز» المحترفات، وتضيف إسراء: «لم أتشكك فيها لحظة، وظلت بملابسى الداخلية حتى نجلس على راحتنا كما تقول، ثم ذهبنا إلى المطبخ لعمل بعض الطعام، وأثناء وقوفنا بالمطبخ فوجئت بميار تقف خلفى وتبدأ فى التحرش بى، وعندما حاولت منعها تمادت فيما تفعله».

ويتهدج صوت الفتاة وهى تكمل: «دفعتها عنى بصعوبة وجريت محاولة ارتداء ملابسى ومغادرة المنزل، لكنها ركضت خلفى وقالت إن صورى شبه العارية لديها، وإننى لو غادرت ستوزعها من الغد على كل شباب الجامعة.. حينها أسقط فى يدى وشعرت بالدنيا تنهار من حولى.. سمعتى كانت ستضيع وسأصبح الحلم الجنسى لآلاف من طلبة الجامعة، وظللت أبكى لأننى شعرت أننى بأكبر ورطة بحياتى».

إسراء قالت إن ميار بدأت فى إقناعها بأن العلاقة السحاقية بين الفتيات لا ضرر منها، لأنها لا تمس العذرية، وأن ممارسة الجنس معها سينقذها من الفضيحة طوال العمر، وتحت هذا التهديد رضخت إسراء وسلمت لها نفسها.

أيضا تعرفنا عن طريق هبة على فتاة تدعى نسرين. س، وهى عاملة نظافة تعمل بالجامعة منذ ما يقرب من عامين، هى متزوجة، لكن زوجها تركها وسافر إلى الخليج ولا يأتى إلا مرة كل سنة.

نسرين أيضًا كانت من ضحايا ميار، فقد كانت تذهب أحيانا إلى منازل الفتيات الطالبات بالجامعة لتقوم بتنظيفها مقابل المال، وعندما عرضت عليها ميار أن تنظف منزلها وافقت، مضيفة: «رغم أن سمعتها بالجامعة سيئة إلا أننى وافقت لأننى أحتاج إلى المال، ذهبت ثلاث مرات إلى منزلها ولم تقم بفعل شىء معى، لكنها عندما عرفت أن زوجى مسافر لفترة طويلة بدأ سلوكها يتغير، وقامت فى إحدى المرات بأخذى إلى غرفتها وقامت بالتحرش بى، مدعية أنها ستقوم بتعويضى جنسيًا عن الحرمان الذى تركه زوجى عقب سفره، فاضطررت للاستسلام لها حتى لا تنقطع الأموال التى ترسلها لى».

تواصلنا مع الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة القاهرة، التى قالت إن ازدياد حجم هذه الظاهرة سببه الانهيار الذى أصاب النظام الأخلاقى لدى المصريين، معتبرة أن هذه المشكلة تواجه الجنسين الذكور والإناث، مرجعة ذلك إلى غياب دور الأسرة، والانتفاح الزائد على وسائل إعلام من سن مبكرة، معتبرة أن مشاهدة التليفزيون يجب أن تتم تحت إشراف الأسرة حتى سن متقدمة.

أيضا ألقت د. منال زكريا بالمسئولية على غياب الخطاب الدينى الواعى القادر على إقناع عقول الشباب، فى ظل فشل رجال الدين الحاليين فى التعامل مع هذه الأمراض والظواهر و الغريبة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة