اشتعلت رفح خلال اليومين الماضيين بقصة الشابة هبة محمد شيخ العيد " 31 عاما " ، والتى انجبت طفلين وتوفيت خلال ساعتين بعد مكوثها داخل المستشفى الاماراتى ، فيما اطلقت العائلة الاتهامات على الاطباء الذين اشرفوا على عملية الولادة بالاهمال ، وتقدموا بشكوى فى الشرطة ضد الاطباء .

وقال الحكيم يوسف الزاملى " 28 عاما " شقيق الفتاة ان شقيقته كانت تعانى من انخفاض فى ضغط الدم ، وبناء على ذلك رافقها شقيقها الاكبر وكلاهما يعملان فى مهنة الطب ، وكانت توصية شقيقته ان تلد داخل المستشفى الكويتى غربى رفح ، وبعد توجهها اليه  قام الاطباء هنا بعمل اللازم وتصويرها تلفزيونيا والتأكد من سلامتها وسلامة الاجنة ، وتم تحويلها الى المستشفى الاماراتى نظرا لعدم توفر حضانة داخل المستشفى الكويتى .

وتوجهت المريضة  برفقة شقيقها الى المستشفى الاماراتى بعد ابلاغها من الكويتى ان ضغطها منخفض ، وشرح للطبيب وضعها، وطالبوه بإعطائها محاليل وأدوية معينة، تساعد في رفع ضغط الدم، إلا أن الطبيب لم يستجب وفق تأكيداتهم، وتعامل بفتور مع الأمر   وابلغهم ان وضعها جيد .

وأوضح يوسف شقيق المتوفاة أن شقيقته وضعت توأم، وكانا بصحة جيدة، قبل أن يغادر طاقم التوليد الغرفة وتركها وحدها، علما أنه في مثل هذه الحالات كان يتوجب وضعها تحت الملاحظة لعدة ساعات على الأقل.

وفى بداية الامر وضعت المولود الاول وبعدها وضعت المولود الثانى وابلغوهم انهم بخير ، وقام ذويها  بشراء الحلو وتوزيعه على المتواجدين داخل المستشفى بسلامة ابنتهم ، فيما دخلت والدتها عليها داخل كشك الولادة وتحدثت معها قليلا ومن ثم غادروا المكان بامر من الطبيب .

وبين أن الكارثة كانت تتمثل في منع شقيقاتها وقريباتها من الدخول إليها، حيث لاحظت الفقيدة حدوث نزيف حاد، فبدأت تستغيث بطاقم التمريض والأطباء دون جدوى، واثناء جلوس الاسرة فى الخارج جاءتهم مرافقة لمريضة اخرى ، وابلغتهم ان ابنتهم "  غرقانة فى الدم " ، ودخل على الفور مجموعة من اقاربها من النساء فوجدوا الاطباء يحاولوا انعاش حياتها عن طريق التنفس الصناعى ، وخرج الدكتور المختص فيما بعد قائلا لهم ان ابنتهم تعانى من نزيف ويقومون بعمل اللازم ، وعاد مرة اخرى للغرفة المتواجدة فيها المريضة ثم قال للاسرة " توقف النزيف وسنقوم بتحويلها  الى العناية المركزة فى مجمع ناصر الطبى  ، وبعدها غادر المكان .

وأوضح يوسف أنه وباقي أفراد العائلة، تركوا في الخارج لا يعلمون ما حدث، وحين تأخر الأطباء والممرضين في طمأنتهم، توجهوا إلى الغرفة التي كانت تتواجد فيها شقيقته، فوجدوها متوفاة ولا يوجد طاقم .

وقال الزاملي " ان الطبيب هو المتهم الاول لعدم التعامل الخاص مع المريضة باعطائها محلول ، ويتوجب بعد الولادة وضع المريضة تحت الملاحظة لساعة او ساعتين ،  وعندما ابلغنا ان النزيف توقف كانت ميتة وانتهت حياتها فى كشك الولادة دون الوصول لغرفة عمليات ، ولم يتم ابلاغنا رسميا بوفاة ابنتنا وغادورا جميعهم المكان عندما شعروا باخطائهم "

وشدد يوسف على أن هناك إهمال واضح في التعامل مع حالة شقيقته، ولو أحسن الطبيب المختص التعامل مع الحالة لما حدثت الوفاة، مبينا أن زوجها تقدم بشكوى ضد الطبيب والطاقم المناوب ، وهي بصدد إجراءات تصعيدية من اجل محاسبة المخطئين، خاصة وأن الطبيب كان يعلم بطبيعة الحالة قبل عملية الولادة، مطالبا بلجنة تحقيق ، للوقوف على تداعيات ما حدث، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخطئين .

وقد توجهت الاسرة لمكتب وكيل وزارة الصحة صباح الاحد لتقديم شكوى رسمية ضد طاقم الولادة فى المستشفى ، فيما ابلغهم مستشار الوزارة ان وزارته ستشكل لجنة تحقيق وسيتم محاسية المقصرين داخل المستشفى ، وقد هددت الاسرة فى الشكوى ان لم يحصلوا على حقهم فسياخذوه بايديهم بحسب ما تحدث شقيق المتوفاة

بدوره قال الدكتور وليد ماضى مدير المستشفى الاماراتى ان من حق الاسرة تقديم شكوى فى الوزارة ، ولكنه قام بعمل لجنة تحقيق داخل المستشفى وخرجوا بنتائج انه لم يكن هناك اى خطأ طبى بشهادة احدى قريبات الحالة المتوفاة  .

مضيفا انه طلب من اهل المتوفاة تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة  والوصول للسبب الحقيقى ، الا ان الاسرة رفضت ذلك ، مؤكدا ان المستشفى ستتعامل مع الوزارة ولجان التحقيق ، وفى حال وجود اى خطأ طبى سيتم اخذ الاجراءات اللازمة .

ويذكر ان هبة هى ام لاربعة ابناء من ضمنهم طفلة اصيبت باعاقة خلال عملية ولادة سابقة ،  بالاضافة للطفلين التوأم الذين انجبتهم قبل وفاتها بساعة .