تلفزيون نابلس
يعقوب.. رصاصة احتلال أصابته بالشلل ورصاصات غدر زادت ألمة
11/1/2014 10:17:00 AM

 لم يكن يعلم الشاب يعقوب محمد الشخشير "24 عاما" ان عمره سيضيع بين متاهات قصة غريبة بدأها على امل وانهاها بحال لم يتوقعه في أسوأ الظروف.

يعقوب لم يرَ شيئاً من حياته بعد يجلس على كرسي كهربائي وحيداً أمام منزله، يراقب المارين ويتمنى السير ولو لمرة واحدة على قدميه من جديد، ورغم ألمه ما زال هناك بصيص من الأمل متوهج في عينيه.

وتبدأ حكاية الألم مع الشخشير عندما تعرض للإصابة برصاصة بظهره من قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 30/6/2006 في عمر الرابعة عشرة بسوق الذهب، مما أدى إلى قطع بالنخاع الشوكي لديه، وإصابته بالشلل الدائم.

ونقل بعد إصابته إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج، ومكث فيه مدة أسبوعين، ولقلة الإمكانيات الطبية، تم تحويله إلى مستشفى في الأردن، وبقي فيه حوالي 22 يوماً حيث عملوا على إخراج الرصاصة من ظهره، وبعد ذلك تم نقله إلى مركز أبو ريا في رام الله لإكمال العلاج حيث بقي هناك ما يزيد على الخمسة أشهر.

وفي مركز كان المفترق الذي أوقع الشاب يعقوب ووالده بمتاهة لا نهاية لها عندما قدمت إمراة ومعها رجل الى مركز ابو ريا وادعيا أنهما من مؤسسة إنسانية تساعد ضحايا الاحتلال الإسرائيلي، وسيقومون بإجراء عملية ليعقوب ليعود للمشي من جديد، فطار أبو يعقوب وابنه من الفرح ظناً منهم بأن طاقة الفرج قد فتحت لهم، فعملوا على أخذ التقارير الطبية من كل المستشفيات التي تعالج فيها، وإصدار فيزا لهم، وسافروا أخيراً إلى شيكاغو.

ومكث يعقوب ووالده ما يزيد على الخمسة أشهر في أمريكا، وتنقلوا بين 27 ولاية، ذهبت المرأة والرجل بهما إلى المساجد، وأحياء الجاليات العربية في أمريكيا، وطلبوا المساعدات المالية ليعقوب، وفي كل مرة يماطلون في إجراء العملية بحجة أن الأطباء ما زالوا ينظرون بالتقارير الطبية، " لقد شعرت أن هناك شيئا خاطئاً يحدث، ولكني لم أعارض الأمر لأني كنت

أريد لابني أن يتعافى، ويرجع للمشي على قدميه"، يقول والده محمد الشخشير الذي يعمل سائقا في بلدية نابلس، عما دار بداخله في ذلك الحين.

وفيما بعد طلبوا من يعقوب ووالده العودة إلى فلسطين ليتمكن الرجل والمرأة من استكمال إجراءات العملية، فما كان من الشاب ووالده إلا القبول والعودة، وبدأ وحش الانتظار ينهش بعائلة يعقوب بانتظار اليوم الموعود، وبعد مدة من الزمن اتصلوا به، وطلبوا منه السفر، فسافر مرة ثانية إلى شيكاغو في العام 2007م، وقاموا هناك بمعالجة بعض التقرحات لابنه، وكرروا ما فعلوه بالمرة السابقة، وهنا يعلق الوالد والغصة تكاد تخنق صوته :"بدأ شعوري بالريبة والغموض يزداد".

وبعد كل هذه المعاناة، والغربة المؤلمة أعطت المرأة لأبي يعقوب 7000 دولار، وأخبرته بأن يعود إلى فلسطين، وأن عملية ابنه لن تتم، ووصلت بهم الامر إلى حد طلبوا فيه من أبي يعقوب بالعمل معهم، وجمع التبرعات على ابنه، واقتسامها فيما بينهم، فكان وقع هذا الكلام كالصاعقة عليه ورفض ذلك، وقالوا له سنرسل لكم بعض المال، "لم يكن بيدي إيه حيلة فكنت في دولة غريبة لا اعرف فيها احد، والى اليوم لم أرى منهم شيئا يذكر حتى انه لا يردوا على أي من مكالماتي"، يقول أبو يعقوب والدموع بدت واضحة في عينيه.

وعاد الأب بعد كل هذا العذاب إلى منزله، وحصل على تحويله إلى المقاصد، حيث مكث يعقوب هناك من خمسة إلى ستة شهور عالجوا له التقرحات والمفاصل، وهو الآن في الرابعة والعشرين من عمره مشلول عاجز عن الحركة يجلس على كرسي كهربائي، يعاني أهله كل يوم الأمرين في نزوله وصعوده درج بيتهم المكون من 70 درجة، ولكن اليأس لم يتمكن منه، وفي كل لحظة يعيش على أمل الحصول على مال لإجراء عمليته.

ويوضح أبو يعقوب: "نفسية ابني الآن جيدة، وتأقلم مع وضعه ولم ييأس أبداً، ولكنه يشعر بالنقص، ورغم كل ما حدث الحمد الله على كل شيء".

وبعد مرور كل تلك السنين لم ينس الأب ما حدث، لكنه فقد الأمل بإيجادهم ومحاسبتهم، وبصوته المليء بآهات عفا عنها الزمن يقول: "لقد فقدت الأمل في الوصول إليهم، ومحاسبتهم على ما فعلوه بابني".

ويناشد محمد الشخشير الحكومة، وكل شخص لديه ضمير حي بمساعدته والرأفة بحالة ابنه العاجز عن الحركة، ومد يد العون له ليعش حياة طبيعية، ولترتسم البسمة على محياه من جديد".

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة