غم توقف الحرب ومغادرتهما قطاع غزة، الا ان محاولات أطباء مركز ابو ريا للتأهيل بمدينة رام الله لم تفلح في اقناع الجريحين عبد الكريم قرة واسماء الاسطل بذلك بعد.
وما تزال اسماء الاسطل وهي ام لخمسة اطفال في الاربعينيات من عمرها، والفتى عبد الكريم ابو قرة (14 عاما) يحاولان الاحتماء من تساقط صواريخ لا تفارق مناماتهما.
وما تلبث الاسطل ان تغمض عينيها في مركز ابو ريا حيث نقلت للعلاج، حتى تصحو مذعورة وهي تحاول الاحتماء من "سقوط صاروخ آخر على منزلها" في مشهد بات جزء من ذاكرتها رغم مضي ثلاثة اسابيع على انتهاء الحرب.
وكانت اسماء اصيبت بجروح بالغة في قصف طال منزلها في خانيونس آوخر شهر رمضان، واسفر عن استشهاد الزوجة الثانية لزوجها واثنين من ابناء زوجها.
وتعاني الاسطل (اضافة لاصابتها الجسدية) من صدمة نفسية شديدة، اثرت على قدرتها على النوم حيث اصبحت "تنام في النهار وتستيقظ بالليل" كما قال أطباء من مركز ابو ريا يحاولون اعادتها الى طبيعتها وطمأنتها بأن الحرب قد انتهت.
وقالت اسماء وهي تجلس على كرسي متحرك في حديث بأنها كانت نائمة حين سقط صاروخ اطلقته طائرة حربية اسرائيلية على منزلها فاصابها بجروح بالغة، مشيرة الى ان اصوات الصواريخ باتت ملازمة لها.
وقبالة سرير اسماء الاسطل في مركز خليل ابو ريا للتأهيل، يرقد الفتى عبد الكريم ابو قرة الذي والى جانب الجروح والكسور التي اصابته يعيش كوابيس اصابته في كل لحظة يخلد فيها للنوم.
وروى الفتى ابو قرة تفاصيل لحظة سقوط صاروخ على منزل عائلته بينما كانوا حول مائدة الافطار بانتظار اذان المغرب، حيث باغتهم صاروخ اصابهم جميعا بجروح متفاوتة، وادى انفجاره وتدمير البيت الى دفنه تحت الركام.
واوضح الفتى ابو قرة انه كان يراقب بصمت رجال الانقاذ وهم يُخروجون أشقائه وهم ينزفون دون ان يتمكن من الحركة حيث بقي اكثر من نصف ساعة وهو ينزف حتى عثروا عليه وتمكنوا من اخلائه.
وقال: "اخرجوني من المنزل وكانت القذائف ما تزال تسقط علينا، وكان الدمار يغطي ساحة البيت والزقاق في الحي وكان رجال الاسعاف يتعثرون بالركام".
واصبح الفتى المولع بكرة القدم في حي "الزنة"، عبد الكريم ابو قرة، قعيد كرسي متحرك، وشاهد آخر على حرب حصدت أرواح اكثر من 2100 شهيد و نحو 11 الف جريحا.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |