تلفزيون نابلس
جامعة الأقصى:أفضل طريقة لإدارة عملية الأعمار هي أن تكون تحت مظلة حكومة توافق وطني
4/7/2009 8:25:00 PM

تلفزيون نابلس - اعتبر مشاركون في يوم دراسي في جامعة الأقصى بغزة

اليوم، أن أفضل طريقة لإدارة عملية الأعمار هي أن تكون تحت مظلة حكومة توافق وطني وأن تقدم الحوار الفلسطيني وتحقيق المصالحة هي خطوة هامة في هذا الاتجاه.

وشدد المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمه قسم الجغرافيا ومركز أبحاث ودراسات البيئة في الجامعة على أنه لن يكون هناك أعمار بدون تهدئة بمعني لن يكون هناك فتح للمعابر بدون تحقيق تهدئة.

ورأى المشاركون أنه حتى لو وصلت الأموال إلى ضحايا الحرب، فكيف يمكن إعادة الإعمار بدون توفر مواد البناء من حديد وأسمنت ... الخ. ولذلك فإن عملية الإعمار عنا ليست عملية تجارية بل عملية سياسية مرتبطة باتفاقات سياسية. وهذا يعني كبر التحديات أمام الأطراف الفلسطينية، ومن أن مواجهة هذا التحدي لابد من توافق وطني على برنامج سياسي فلسطيني يحافظ على الثوابت الوطنية.

وأوصى المشاركون في اليوم الدراسي المعنون: " قطاع غزة: آثار الحرب وإمكانيات التعمير" بعدم اقتصار إعادة أعمار غزة على ما دمره الاحتلال خلال الحرب على غزة، وإنما يجب أن يشمل مشاريع اقتصادية إستراتيجية وضمن خطة تنمية مستدامة، مع التأكيد على عدم الرضوخ للابتزازات السياسية الإسرائيلية لإعادة أعمار غزة.

ورأى المشاركون في اليوم الدراسي الذي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى في حرم الجامعة الرئيسي " الحرازين" في مدينة غزة على أن التهدئة مصلحة فلسطينية، ولكن يجب أن تكون بضمانات أطراف متعددة و قوية، وتتوفر على بدائل متعددة غير مرتبطة بالطرف الإسرائيلي.

وأكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي حضره العديد من الباحثين والأكاديميين في تخصصات علمية مختلفة على ضرورة التحرك العاجل للمؤسسات الدولية والعربية والمحلية لرفع الحصار الذي ينذر بكارثة في قطاع غزة والتأكيد كذلك على ضرورة التحرك الشعبي بشكل جديد لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وتجاوز آثار العدوان.

ونوه الأكاديميون إلى أهمية تقديم الدعم المحلي للتغلب على المشكلات أو أوجه (مظاهر) الحصار وتداعيات العدوان وإعطاء الأولوية لبرامج إعادة أعمار المنازل المهدمة، وخصوصا مشروع المنازل الجاهزة لإيواء النازحين في قطاع غزة، مع التركيز على أن قضية أعمار قطاع غزة يجب التعامل معها كمشروع وطني تنموي لا يشمل الترميم الإسكاني والاقتصادي فقط بل يجب أن يتعداه ليشمل الترميم السياسي والوطني.

وأوضح الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي أن الحرب على قطاع غزة اندلعت في سياق فلسطيني وعربي منقسم، مضيفاً أنه ما أن انتهت المعارك حتى كانت نتائجها قد تركت آثاراً ملموسة على الوضعين الفلسطيني والعربي، وعلى الوضع السياسي الإقليمي، وعلى التحركات الدولية في الشرق الأوسط.

 وقال رئيس اللجنة التحضيرية: " منذ أن بدأت هذه الحرب المجنونة حتى كان لها تأثيرات شتى على كافة مناحي الحياة الفلسطينية وما ألحقته من تدمير وخراب بالبشر والحجر على حد سواء، حيث أصاب التدمير جميع مناحي الحياة في مجتمعنا. فقد استشهد جراء هذا العدوان الغاشم أكثر من 1500 مواطن معظمهم من الأطفال والنساء، وأصيب الآلاف بجروح متفاوتة، كما أن هناك حوالي 1400 طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما".

إلى ذلك، ألحق العدوان الإسرائيلي تدميراً واضحاً بالمعالم العمرانية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، والدينية والزراعية والصناعية، وغيرها من مرافق ومناحي الحياة في قطاع عزة. وقدرت الخسائر المباشرة بمئات الملايين من الدولارات في المجالات المختلفة، ناهيك عن تعطل عشرات الآلاف من الموظفين والعاملين في القطاعات المختلفة عن أعمالهم.

وأشار الدكتور حماد إلى أنه مع توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع عزة بدأ الحديث على جميع المستويات الدولية والإقليمية والوطنية والفصائلية عن إمكانيات إعادة الأعمار لما دمره جيش الاحتلال وطرق تمويل ذلك.

ورأى أن هذا اليوم الدراسي يأتي ليتيح للباحثين والمختصين أن يرفعوا صوتهم، ويشاركوا بتصوراتهم ودراساتهم في فضح الجرائم الإسرائيلية البشعة في القطاع على كافة المستويات والصعد، ويساهموا كذلك في الكشف عن التدمير الذي ألحقته هذه الحرب البشعة في قطاع غزة، وطرح بعض الحلول لمواجهة الآثار الناجمة عن هذه الحرب .

واعتبر الأستاذ الدكتور حماد أبو شاويش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية أن عقد هذا اليوم الدراسي الهام يكتسب قيمة ودلالات متعددة , فهو يعقد  في أشد الظروف صعوبة وأكثرها قسوة , حيث تعرض فيها شعبنا لأبشع الممارسات العدوانية التي لم تترك شيئا من مقومات هذا الشعب ومكتسباته الاقتصادية والحضارية والعلمية إلا وأصابته بأفدح الخسائر دون إن تحطم إرادة هذا الشعب أو تفل من عزيمته.

وتابع قائلاً: " لذلك فإن هذه الفعالية تمثل استجابة لطبيعة المرحلة وخطورة الأحداث التي واجهها قطاع غزة في فترة العدوان, وتأكيدا على دور الجامعة ورسالتها النبيلة في خدمة المجتمع وإدراك  الواقع وتشخيص مظاهر العدوان وأثاره المدمرة ودراسة المخاطر وتصور الحلول لمواجهتها من خلال رؤية علمية عميقة ودقيقة، كما أنه صورة مشرقة من صور الاهتمام الصادق بتطوير البحث العلمي الذي يعد عماد التقدم وأساس عملية التنمية البشرية والفكرية والحضارية".

ومضى بالقول أن مما يزيد من أهمية هذا اليوم الدراسي كونه يمثل لقاء علمياً متخصصاً جمع كفاءات متميزة من مختلف المؤسسات العلمية, فهو يحقق اكبر قدر من التواصل والتعاون بين الباحثين في الجامعات الفلسطينية ,وهو تواصل  بين أهل العلم ، فالعلم رحمة بين أهله.

وشدد على أن إن خصوصية الوضع الفلسطيني في ظل الظروف  الصعبة التي نواجهها اليوم تفرض على الباحثين والمثقفين التزامات خاصة تنبع من ضرورة المشاركة في مواجهة التحديات ، فصراعنا له بعد سياسي كما أن له بعدا حضارياً ، ولن نخرج من هذا الصراع بسلام دون استجماع الطاقات وحشد الإمكانات والتوحد ثم التقدم والمواجهة ، وان طوق النجاة يتمثل في العمل والعطاء والإنتاج ومواكبة ركب التقدم والحضارة والتسلح بالمعرفة.

وأعلن الدكتور ناصر أبو العطا مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية والعلاقات العامة في كلمته التي ألقاها نيابة عن الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري رئيس الجامعة استعداد الجامعة لدعم كل نشاط علمي وبحثي سواء على صعيد الكليات أو الأقسام أو الأكاديميين من أسرة الجامعة.

وقال د. أبو العطا أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بالمؤتمرات العلمية والأيام الدراسة التي تثري الحياة العلمية والثقافية والفكرية في الجامعة، مضيفاً أن ذلك ليس بغريب على الشعب الفلسطيني الذي يقف في طليعة الشعوب المتعلمة ليس في منطقتنا فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي كذلك.

ورحب د. أبو العطا بكل جهد متميز، متمنياً أن يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق ما يصبو إليه من تقدم ورفعة. كما أشاد بالطاقات العلمية الموجودة في الجامعة، معتبراً أن جامعة الأقصى بطاقة أبنائها قادرة على المساهمة في رقي المجتمع الفلسطيني ورفعته.

وكان اليوم الدراسي تضمن جلستين رئيسيتين إضافة إلى الجلسة الافتتاحية، حيث ركزت الجلسة الأولى على الأوضاع الجغرافية والبيئية والاقتصادية، بينما ركزت الجلسة الثانية على الجوانب التربوية والإعلامية والسياسية.

وأوضح الدكتور عبد الفتاح عبد ربه أستاذ العلوم البيئية المساعد في قسم الأحياء في الجامعة الإسلامية بغزة أن قطاع غزة الذي يتميز بمساحة جغرافية محدودة (365 كم2) و ازدحام سكاني (1.5 مليون نسمة) و كثافة سكانية مرتفعة يندر لها مثيل في العالم و مشاكل بيئية خطيرة تعرض إلى حرب ضروس استغرقت مدتها 22 يوما و أتت على الأخضر و اليابس لتدمر البشر و الشجر و الحجر.

وبين الدكتور عبد ربه في ورقة علمية له بعنوان: " نماذج من الواقع البيئي جراء الحرب الصهيونية على قطاع غزة" أن المشكلات البيئية و الصحية التي نجمت جراء الحرب الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة تعددت لتشمل: تضرر قطاع مياه الشرب من حيث التلوث و نقص الخدمات و قصف شبكات المياه، إضافة إلى توقف معالجة المياه العادمة و طرح المياه في البيئات المفتوحة و البيئة البحرية و قصف شبكات المجاري، فضلاً عن تفاقم مشكلات النفايات الصلبة التي تكدست في أماكنها و نجم عنها مكاره صحية و بيئية متنوعة.

واستطرد بالقول لقد تفاقم مشكلة النفايات الإنشائية بسبب القصف الجوي و البحري و البري و زيادة مخاطرها و انعدام سبل التدوير الحقيقي لها، إضافة إلى تدمير و تلويث الأراضي و الترب الزراعية و الأنفاق الحدودية بسبب القصف و التجريف، وتدهور القطاع الزراعي و الإنتاج الحيواني و السمكي، علاوة على تدهور البيئة البحرية و البنى التحتية للصيادين، وازدياد معدلات الفقر و البطالة و المشاكل النفسية في قطاع غزة مما ساهم في انتهاك حرمات البيئة.

ورأى أن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا تتسبب في تدمير و تلويث البيئة و تطور الأمراض الخطيرة و الإعاقات الجسدية و بتر الأطراف و احتمال بروز مشاكل صحية مستقبلية جراء استخدام الصهاينة للأسلحة التدميرية في حربهم على قطاع غزة.

وبينت دراسة علمية أعدها الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى والأستاذ منار القاضي بعنوان: " أثر الحرب الإسرائيلية على المباني وكيفية الإعمار" أن مدن قطاع غزة شهدت دمارا كبيرا، فقد تم تدمير جميع مباني الوزارات، والمؤسسات المدنية، والعسكرية، والأمنية والشرطية، ومنازل خاصة، ومزارع ومصانع، وشوارع، وسيارات، ومرافق عامة، وبني تحتية.

وأوضحت الدراسة أن احتياجات السكان أكبر في المحافظات الشمالية والجنوبية من المحافظات الوسطى في القطاع، وذلك لأنها من المناطق التي تحملت وطأة عمليات القصف المكثفة، وسكان هذه المناطق هم عموماً أكثر فقراً، ولم يبق لبعضهم شيئاً على الإطلاق.

وبينت أن العديد من الأضرار لحقت بالمباني الأثرية في مدن قطاع غزة نتيجة الحروب السابقة ولا سيما بسبب الحرب الأخيرة التي تعرض لها القطاع من قبل الاحتلال وأثرت على حالتها الإنشائية، مما قد يعرضها للانهيار، كما اختلفت الأضرار الجزئية للمباني ففي بعضها حدث انهيار لأجزاء منها نتيجة الارتجاجات والاهتزازات القوية التي كانت تنتج من استهداف المواقع المجاورة لها، وفي البعض الآخر ظهرت بعض الشقوق والتصدعات.

وبين أ. رئيس الدالي في دراسة له بعنوان : " الآثار البيئية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة" أن تصعيد جنرالات  الحرب والقتل والدم والسياسة في إسرائيل لعملياتهم الإجرامية وذبحهم لاستقرار البيئة في فلسطين والمساكن الآمنة، فهي رسالة خاطئة ومغلوطة من جانب إسرائيل، تدل على مدى وجهل هؤلاء الجنرالات بما تتحمله البيئة من حماقات .

وقدمت الأستاذة هالة الحرازين ورقة علمية تمحورت حول : " الفسفور الأبيض وآثاره بعد الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة " شددت فيها على ضرورة رفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية، من أجل مقاضاة القادة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. 

واستعرض الدكتور عبد العزيز ريحان أثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في إمكانيات قيام الدولة الفلسطينية كدراسة متخصصة في الجغرافيا السياسية و التنمية.

وقدم الأستاذ حسين المشهراوي والأستاذ موسى لبد ورقة علمية بعنوان : " الحرب على غزة ودور البنوك في(التنمية) أعاده الإعمار".

وتطرق الأستاذ علي قرمان إلى أثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة  على بعض  موارد البيئة الطبيعية في قطاع غزة.

وتحدث د. عماد سعيد لبد عن إعادة أعمار قطاع غزة بين الاقتصاد والسياسية، كما تطرق د. خالد صافي إلى الوحدة الوطنية كطريق لأعمار غزة.

وأشار الأستاذ عماد محسن باحث في الشؤون السياسية والإعلامية عن التغطية الإعلامية للحرب ودور الإعلام في فضح جرائم إسرائيل ضد الإنسانية في عدوانها الأخير على قطاع غزة.

وتطرق د. صلاح الدين إبراهيم حماد من كلية التربية في جامعة الأقصى الى العدوان الإسرائيلي والعنف والخطاب التربوي الرسمي للفلسطينيين كدراسة تحليلية لتسليط الضوء على واقع الخطاب التربوي المتعلق بالقضية الفلسطينية في كتب التاريخ والجغرافيا.

وقدم الدكتور خليل حماد  من وزارة التربية والتعليم العالي ورقة عمل بعنوان: ( أثر الحصار والعدوان على العملية التعليمية في قطاع غزة ).

أما الأستاذة كريمة المقيد فتحدثت حول آثار الحرب الأخيرة على غزة على  المسيرة التعليمية والصحة النفسية للطلبة.

وكان اليوم الدراسي بدأ بآيات من الذكر الحكيم والسلام الوطني الفلسطيني ثم وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء. كما أقام أساتذة وطلبة من كلية الفنون جدارية فنية معبرة على هامش اليوم الدراسي، تعكس الأوضاع التي مر بها شعبنا.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة