تلفزيون نابلس
نادي الأسير يصدر تقريراً حول أحداث الحركة الأسيرة في شهر آب/ أغسطس
9/1/2015 10:18:00 AM

 أصدر نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، تقريراً توثيقياً حول أبرز الأحداث المتعلقة بالحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر آب/ أغسطس 2015.

وتطرّق النادي في تقريره إلى أبرز الانتهاكات لحقوق الإنسان وكافة المواثيق الدولية والظروف التنكيلية بحقّ الأسرى التي وثّقها خلال هذا الشهر، إضافة إلى قضايا الاعتقالات اليومية والأسرى المرضى والأسرى الإداريين وغيرها.

وبيّن النادي أن من الظروف التنكيلية التي تمارسها إدارة السجون على الأسرى، هي ما يواجهه الأسرى المعزولون بأمر من الشاباك الإسرائيلي، والذين فاق عددهم العشرة أسرى، ومنهم الأسير المعزول انفرادياً منذ عامين نور الدين اعمر من قلقيلية، إذ نقل عنه محامي نادي الأسير الذي زاره في سجن "أيلون"؛ أن الإدارة نقّلته بين عدة سجون على مدار العامين، مشيراً إلى أن قوات قمع السجون انهالت عليه بالضرب المبرح والشتائم البذيئة خلال إحدى عمليات النقل، ما تسبب له بحدوث نزف في أنفه وآلام في جميع أنحاء جسده دون أن يقدّم له أي علاج، كما وأنه محروم من زيارة عائلته وإجراء أية مكالمات هاتفية معهم منذ عزله، سيما وأن والدته مسنّة ومصابة بالسرطان، ووصف بأنه يقبع في غرفة عزل ضيقة جداً، تنتشر فيها الحشرات وتفتقر للتهوية السليمة وتحتوي على المرحاض بداخلها ما يؤدي إلى انتشار الرائحة الكريهة والأمراض، وبيّن الأسير بأن الطعام المقدّم له سيء جداً، كما أنه لم يسمح له بإدخال الملابس والكتب منذ عزله، ويتم إخراجه لـ"الفورة" وهو مكبّل اليدين لساعة واحدة فقط خلال اليوم، مضيفاً أنه أصبح يعاني من عدّة أمراض منها ارتفاع الدهون في الدم ومشاكل في المفاصل والنظر والشقيقة والقرحة في المعدة.

يضاف إلى ذلك الظروف التي تواجهها الأسيرات في سجون الاحتلال، وعددهن (25) أسيرة، ومنهنّ الأسيرة فتحية خنفر (60) عاماً، من جنين، إذ احتجزتها إدارة سجون الاحتلال في زنزانة في سجن "نفي تيرتسا" لا تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة الآدمية وذلك قبل نقلها إلى سجن "هشارون"، ونقل محامي النادي عنها أنها كانت تضطر لطلب الماء من السجانين حيث لا يسمح لها باقتناء الماء في زنزانتها، علماً أنها تعاني من عدّة أمراض أبرزها ضغط الدم والتهابات في القصبات الهوائية.

كما وسجّل النادي عدداً من الانتهاكات التي ترافق عمليات الاعتقال الجديدة من إعاثة الخراب في منازل المعتقلين وسرقة الأموال والمصاغ الذهبي، إضافة إلى عمليات التعذيب والاعتداء على المعتقلين، ومنها: تعرّض الأسير عبد الجليل دويك (19 عاماً) من الخليل، للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله، كما وأقدم جنود الاحتلال على رميه على الأرض، الأمر الذي تسبب بجروح في فمه، وتعرض لمحاولة خنق بواسطة العصبة التي توضع على عيني الأسير.

علاوة على الانتهاكات التي سجلت بحقّ الأسرى الأشبال، والذين وصل عددهم إلى ما يقارب (200) شبل، وقد نقلت محامية نادي الأسير عن الأسيرين إيهاب أبو ريا (16 عاماً) وعبد الكريم الطيطي (18 عاماً) من مخيم العروب خلال زيارتها لهما في معتقل "عتصيون"، أنهما تعرضا للضرب المبرح بواسطة الأيدي والبنادق على جميع أنحاء جسديهما خلال عملية اعتقالهما وعقب نقلهما إلى المعتقل.

وتستمرّ إدارة مصلحة سجون الاحتلال بانتهاج الأساليب التنكيلية بحقّ الأسرى، ومنها الاقتحامات الفجائية والليلية والتي تصحبها الكلاب البوليسية والأسلحة أحياناً والتنقلات التعسفية والحرمان من زيارة الأهالي و"البوسطة" وما يرافقها من معاناة، وغيرها من الأساليب.

وذكر نادي الأسير أن عملية تنقلات تعسفية واعتداء على الأسرى وتخريب لأغراضهم الشخصية كانت قد أقدمت عليها إدارة مصلحة السجون خلال الشهر المنصرم بقرار سياسي يهدف إلى شرذمة الأسرى والتنكيل بهم، واحتجاجاً على ذلك شرع (120) أسيراً بالإضراب المفتوح عن الطعام منذ الخامس من آب، والتحق بهم عدد آخر ليرتفع عدد المضربين إلى ما يقارب (180) أسيراً، وعلقوا إضرابهم بعد أن رضخت إدارة السجون لبعض مطالبهم.

 وتطرّق النادي في تقريره لأبرز القضايا التي شهدها شهر آب، ومنها سابقة إصدار سلطات الاحتلال أوامر اعتقال إداري لمستوطنين مشتبه بقيامهم بجريمة إحراق الطفل علي دوابشة وعائلته في نابلس، وحول ذلك، أكد النادي أن الاحتلال يسعى لتوفير مظلة شرعية للاعتقال الإداري الذي تمارسه إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، على اعتبار أنها لا تلجأ إلى هذا النوع من الاعتقال إلا في حالات الضرورة القصوى.

من جانب آخر، كان رئيس نادي الأسير قدورة فارس، قد أدلى بشهادته أمام لجنة الأمم المتحدة والتي انعقدت في المملكة الأردنية الهاشمية والخاصة بالتحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل سجون الاحتلال. وقال فارس خلال شهادته: "إن الحكومة الإسرائيلية أصدرت العديد من التصريحات المحرضة على القتل والعنف، حيث دعا نتنياهو إدارة مصلحة السجون إلى تشديد الإجراءات بحق الأسرى، كذلك رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي اعترف في لقاءات علنية بأنه قتل فلسطينيين".

وأشار فارس إلى أن القوانين المجحفة التي أقرتها "الكنسيت"، المسيطر عليها من قبل أحزاب اليمين المتطرف جميعها تتعارض مع القانون الدولي، ومنها قانون رفع العقوبات على ملقي الحجارة، بحيث تصل العقوبة في بعض الأحيان إلى عشرين عاماً، كذلك قانون التغذية القسرية، وما يترتب عليه من مخاطر على صحة المضرب عن الطعام، إضافة إلى الاعتداء على حقه في اللجوء لهذه الطريقة للتعبير عن موقفه ورأيه.

 ولفت النادي إلى أن موجة الإضرابات الفردية عادت مجدداً منذ شهر نيسان الماضي، وشهد شهر آب تعليق الأسير محمد علان لإضرابه والذي استمرّ لأكثر من شهرين احتجاجاً على اعتقاله الإداري، بعد اتفاق يقضي بتعليق الاحتلال للأمر الإداري الأخير الصادر بحقه.

وخاض إلى جانبه عدد من الأسرى إضرابات تضامنية سيما بعد وصول حالته إلى الخطر الشديد، ومنهم الأسرى: سامر العيساوي من القدس ومحمد الأقرع من قلقيلية ومصطفى بريجيه وحسن ثوابته من بيت لحم ورمزي موسى من طولكرم.

وأنهى كل من الأسرى: عبد الرحمن عثمان من نابلس وفتحي الخطيب من طولكرم وخيري دراغمة من طوباس وعثمان أبو عرام من الخليل وعبد المجيد خضيرات من طوباس إضراباتهم خلال الشهر احتجاجاً على قضايا مختلفة كالحرمان من الزيارة والاتصال بالعائلة والإهمال الطبي والنقل التعسفي بعد تحقيقها أو وعود بتحقيقها.

وفي 20 من شهر آب أعلن خمسة أسرى في سجن "النقب" إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وهم مستمرّون في معركتهم حتى اليوم، والأسرى هم: نضال أبو عكر (48 عاماً)، وشادي معالي (39 عاماً)، وغسان زواهرة (32 عاماً)، وهم من بيت لحم، إضافة إلى الأسيرين بدر رزة من نابلس ومنير أبو شرار من دورا.

وأشار النادي إلى أن عدد الأسرى المرضى وصل إلى ما يقارب (600) حالة، ووثق حالات أسرى تدهور وضعهم الصحي خلال شهر آب، ومنهم الأسير علاء الهمص من غزة، والذي طرأ تدهور جديد على وضعه الصحي، وهو يعاني من عدة مشاكل مزمنة أبرزها إصابته بمرض السل، إضافة إلى مشاكل في النظر، حيث فقد ما نسبته 70% من النظر في العين اليسرى بعد إهمال في علاج الالتهابات التي أصابتها، كما ويعاني من وجود ورم في الحنجرة لم تحدد طبيعته.

وكان محامي النادي قد زار الأسرى المرضى: رياض العمور ونزار زيدان وحسين سواعده، ونقل عنهم أن إدارة السجن ترفض نقل الأسرى للعيادة في الكثير من الأحيان، وعند نقلهم فإنهم لا يتلقون سوى المسكنات كعلاج، مضيفين أنهم كانوا قد قاموا بإرجاع وجبات الطعام ليوم واحد في الآونة الأخيرة كخطوة احتجاجية ضد الإهمال الطبي المتعمد.

وبيّن النادي بأن (14) أسيراً يقبعون في "عيادة سجن الرملة" منهم تسعة أسرى يقبعون بشكل دائم في عيادة تنقصها أبسط المعدّات الطبية اللازمة لأسرى غالبيتهم من المقعدين والذين تحتاج حالاتهم للرعاية الصحية الفائقة.

وفيما يتعلّق بقضية الاعتقال الإداري، أصدرت سلطات الاحتلال (96) أمراً إدارياً تعسفياً بحقّ أسرى خلال الشهر الماضي، وأشار النادي إلى أن عدد الأسرى الإداريين وصل قرابة (400) معتقلاً، اعتقلوا دون تهمة محدّدة أو مسوّغ قانوني، وتتذرّع سلطات الاحتلال باعتقالهم بوجود ملف سرّي ضدّهم، ولا يُسمح للأسير أو محاميه بالاطّلاع عليه.

إلى ذلك، أوضح النادي بأن الاحتلال اعتقل (410) مواطنين خلال الشهر المنصرم، منهم (150) معتقلاً من القدس، و(70) من محافظة الخليل، و(48) مواطناً من محافظة بيت لحم، و(45) من محافظة نابلس، إضافة إلى (30) معتقلاً من محافظة رام الله والبيرة، و(22) من محافظة جنين، و(15)  من أريحا، علاوة على (13) من محافظة طوباس، و(9) معتقلين من محافظة قلقيلية، و(5) معتقلين من محافظة طولكرم، و(3) من محافظة سلفيت.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة