تلفزيون نابلس
الإسرائيليون كاذبون
8/2/2015 10:53:00 AM

كتب محمد أبو علان

تابعت عن كثب ردة الفعل الإسرائيلية في وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد جريمة إحراق الشهيد علي سعد دوابشة وعائلته في قرية دوما على يد مجموعة من المستوطنين صبيحة يوم الحمعة الماضي، ردود الفعل من كل الجهات الإسرائيلية يميناً ويساراً (حسب المفهوم الإسرائيلي) كانت الشجب والاستنكار لهذه الجريمة.

السؤال، هل اصيب المجتمع الإسرائيلي بصحوة ضمير مفاجئة، أم أن لموجة الشجب والاستنكار الإسرائيلية ورائها ما ورائها؟

الجواب، لم يصب المجتمع الإسرائيلي يصحوة ضمير، بل وراء موجة الاستنكار ما ورائها بما يخدم المؤسسة الإسرائيلية بشقيها السياسي والأمني.

فما يهدف له هذا الاستنكار بالدرجة الأولى هو محاولة التغطية على الوجه القبيح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بكل مكوناتها بمن فيهم المستوطنين الذين يعتبرون الذراع المدني لدولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، ومحاولة إعطاء انطباع أن دولة الاحتلال الإسرائيلي شيء مختلف عن دموية المستوطنين.

فأين كانت كل هذه الأصوات التي استنكرت جريمة دوما من جرائم الاحتلال الإسرائيلي عندما حرق قطاع غزة على مدار 51 يوماً سقط فيها 2250 شهيداً معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء؟.

أين كانت هذه الأصوات الإسرائيلية عندما يقتل الفلسطيني الآمن في بيته والذي كان آخرها جريمة اغتيال الشهيد فلاح أبو ماريا والشهيد محمد أبو لطيفة وهو نيام آمنيين في منازلهم؟

لا بل تعتبر جريمة المستوطنين في دوما  تطبيق حقيقي لسياسية حكومة نتنياهو وحلفائه أمثال نفتالي بنت وأوري أرئيل وأيلت شكيد وغيرهم، حيث جاءت هذه الجريمة بالتزامن مع تقديم نتنياهو جائزة للمستوطنين ببناء 800 وحدة استيطانية مقابل هدم مبنيين في مستوطنة بيت إيل

وعلينا أن لا تغرنا تظاهرات السبت في دولة الاحتلال الإسرائيلي في عدد من الميادين ، فهي جاءت بالدرجة الأولى ضد عملية الطعن التي تعرض لها الشاذون جنسياً في تظاهرتهم يوم الخميس الماضي في القدس المحتلة، وعلم الشواذ جنسياً خلف صورة شمعون بيرس أحد الأدلة على هدف التظاهرات زالاحتجاجات الإسرائيلية.

وتقاعس دولة الاحتلال الإسرائيلي عن محاكمة قتلة الشهيد محمد أبو خضير قبل ما يقارب العام دليل آخر على تهاون لا بل دعم حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجهازها القضائي لممارسات المستوطنين.

وما تبقى قوله في هذا السياق، أن بشاعة جريمة المستوطنين في قرية دوما لم تترك مجال أمام المؤسسة الإسرائيلية إلا أن تستنكرها لعلها تخفف من وقعها على الشارع الفلسطيني بشكل خاص، وعلى المجتمع الدولي بشكل عام.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة