بقلم: رامي معالي
اسمحوا لي أن أخرج عن كل العادات والشرائع والأخلاقيات الزائفة ، واخاطب كل من سيكرر كلمة جنايات مرة أخرى في سبيل إسكات وإمتصاص غضب الشعب على ما يجري من سكوت غير مسبق على جرائم الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة بحق الأطفال قبل الرجال ، مللنا هذه الكلمة ، لا نريد سماع كلمة "جنايات" مرة أخرى !
انتصارات وليس جنايات أيها الصامتون ، انتصارات كانت يوماً تتصدر صحفنا لا جنايات لم نصل حتى بابها حتى الان، منذ ان بدأنا نلوّح باستخادمها ، فقبل أن تهددوا بها كعادتكم تذكروا الأموال التي تحجز كل مرة لتجبركم على التراجع ، وتذكروا الهروب من الفيفا المتواضعة مقارنة بالجنايات التي تعتقدون أنها "بعبع" سيرهب الاحتلال ، فمن هرب من اتحاد الفيفا لن يستطيع دخول الجنايات .
وهنا أتساءل ..
هؤلاء الذين يحركون مواكبهم نصرة لأبن لهم بصقت في وجهه عاهرة في ناد ليلي ، ويضعون في أفواههم كل نفايات ومجاري العالم المتعاطف معنا أكثر منهم ويصمتون ،ألا يستحقون الحرق بدلاً من هذا الطفل ؟!
جريمة الطفل دوابشة الذي أحرقه المستوطنين اليوم ستبقى وصمة عار تطارد المدينين والمستنكرين والصامتين ان
خلف مكاتبهم ، وتأكدوا أن دوابشة والالاف مثله سييبلغون ابو عمار وياسين وكل من كانوا يوماً كالمعتصم يلبّي صرخات شعبه بما حصل ، سيشعلونها ثورة في السّماء ، لأنهم وحدهم من لبّو النداء .
فمن ساعد المستوطنون على ارتكاب هذه الجريمة والجرائم الأخرى يومياً هم نفسهم من أشبعونا بالإدانات ، والشّعارات الكاذبة ، هم نفسهم من قسّمو الوطن الى وطنين ، من وضعوا في سلم أولويات إعلامهم التجريح والتخوين المتبادل ، هؤلاء الذين يعتقدون أن وطنهم محصور في رام الله ، والاخرين الذين يعتقدون أن وطنهم محصور في غزة ، الذين هم قادرون وأنا متأكد على حشد مئات الالاف في سبيل مظاهرة ضد السلطة ، بينما يصمتون في سبيل نصرة الأقصى او الغضب على جريمة كهذه .
سيلتقي أبو خضير بالطفل دوابشة ويسأله من أخذ بثأري ؟ وسيقول له دوابشة كلمة فقط ، سيقول له :
لننتظر الثالث الذي سيتبعنا ، ونسأله !
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |