تلفزيون نابلس
المحرر بني شمسة.. فرحة وحزن بعد تسع سنين من الأسر
7/31/2015 2:01:00 AM

تقرير: ساجدة أبو حمدان

يغادر السجن لحياة الحرية، يعيش يومه كأنه طير تحرر من قفصه، ويعود ليعانق الحياة من جديد بعد تسعة أعوام من الاعتقال في سجون الاحتلال، مضت تلك الأعوام ببطء شديد حتى حان يوم الخميس الموافق 11-6-2015، لتتحرر أيدي سامر من القيود ويعود لأهله سالما بعد مرارة ما عاشه في السجن.

يجلس الأسير المحرر سامر حكم بني شمسة  ابن قرية بيتا على الأريكة بين أهله مرتاح البال، كأنّما جبال من الحزن والظلم والبعد أزيحت عن كاهله، وما زال يستذكر ليلة اعتقاله قائلا: "في منتصف ليلة 12-6-2006 اقتحمت مجموعة من قوات الاحتلال منزلنا واعتقلتني دون أن أعلم السبب".

يحرك سامر يديه نافيا كل التهم التي وجهت له من قبل محكمة الاحتلال كإجرائه عمليات عسكرية ضد الاحتلال وإطلاقه النار.

يعود بني شمسه بالذاكرة تسعة أعوام للوراء مستذكرا السجون التي تنقل بينها والمعاناة التي واجهها، ابتداءاً من معسكر حوارة الذي نقل منه لسجن عوفر الذي عانى فيه كثيرا لعدم توفر أدوات للطعام ومكان مناسب للنوم، ولكنه يبقى حد تعبيره أفضل من المكوث في زنزانة صغيرة مع ستة من الأسرى، حيث قضى ما يقارب الشهرين فيه قبل أن ينقل لسجن مجدو، تلاها نقله لسجن النقب الصحراي والذي مكث فيه سنتين، ثم نقل لسجن نفحة ومن ثم إلى سجن عسقلان وعاد مرة أخرى لسجن مجدو وأخيرا لسجن النقب الذي أفرج عنه منه.

ويؤكد سامر أن إعلان الحكم كان صعبا عليه للغاية فشعر بالحزن والكبت والظلم، لكن مواساة ومؤازرة الأسرى له عندما عاد من المحكمة كان لها أثرا إيجابيا عليه، وما زال بني شمسة يذكر الكلمات التي قالها له رفاقه للتخفيف عنه، معتبرا الصبر سلاحه الوحيد في المدة التي قضاها خلف القضبان.

يحرك سامر مقلتي عينيه إلى الأعلى وكأنه يعود بذاكرته إلى أيام السجن قائلا: "كانت أيامي بالسجن متشابهة، ترتيبها كالتالي: الساعة 6:30 صباحا والساعة 11:30 ظهرا والساعة 7:00 مساء للعد، وفي الساعة السابعة صباحا كنا نرتدي ملابس الرياضة ونستعد لممارسة التمارين، ومن الساعة الثامنة وحتى العاشرة كان وقت الفورة".

وكان بني شمسة يكمل ساعات يومه مع بقية الأسرى فمن الساعة العاشرة صباحا يبدأ وقت إعددا الفطور وتناوله ومن ثم ترتيب القسم وتنظيفه، وفي ساعات المساء يكون هناك وقت آخر للفورة ومن الأسرى من يمارس هوايته أو يطالع بعض الكتب قبل حلول وقت العد المسائي.

تسع سنوات لم يقرر سامر تضييعها هباءً فتعلم اللغة الإنجليزية وحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وقرأ الكثير من الكتب المتنوعة منها حول القضية الفلسطينية كالموسوعة الفلسطينية، وأنشأ العديد من العلاقات مع الأسرى داخل السجون.

وفيما يتعلق بأهم المواقف والأخبار المفرحة التي سمعها سامر خلال فترة اعتقاله يقول: "لقد أسعدني ما قالته لي أمي بأنّهم بنوا لي بيتا،  وعندما تزوجت أختي الكبرى، ومن الأخبار التي أفرحتني وأفرح كل الأسرى هو إعلان فلسطين دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة".

كانت ليلة الإفراج عن سامر من أطول ليالي حياته كما يقول، "وعندما وصل اسمي مع قائمة الأسماء التي سيفرج عنها الساعة الثانية عشرة بدأت بتوديع رفاقي مبشرهم بالفرج القريب، وبعد الانتهاء من كل الترتيبات والإجراءات نقلتنا البوسطة إلى حاجز الظاهرية ووصلنا الساعة الرابعة عصرا".

يبتسم سامر حين يتذكر أجمل اللحظات في حياته على حد تعبيره، قائلا: "أن تطأ قدماك أرضك بعد تسع سنوات، وأن ترى النور وتراب فلسطين، أن ترى الناس، لقد أدركت حقا معنى الحرية، وقد كان في استقبالي أهلي وأقاربي وأصدقائي، كانت فرحتي عارمة ومشاعري يقف عند حدودها الوصف".

يخطط سامر للزواج وإكمال دراسته ليعيش حياته التي حرم منها في السجن، ويؤكد أنه سيبذل ما بوسعه ليدافع عن قضية الأسرى وسيتحدث عن معاناتهم لكل مسؤول وفرد فلسطيني ليعلموا أن الأسرى يعانون أشد المعاناة ويواجهون الموت ببطء.

وبحزن بدا على ملامح وجهه وجه رسالة للأسرى الذين تركهم خلف قضبان السجن مخاطبهم: "الفرج قريب وكما خرجت أنا ستخرجون بإذن الله، كونوا صابرين".

أما رسالته الأخرى فوجهها للجهات المسؤولة بأن تبرز قضية الأسرى وتجاهد لإخراجهم من السجون، ولا تقتصر على الحديث ونقل معاناتهم للعالم.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة