تلفزيون نابلس
قصة: حسناء سَرقت الأنظار فسُرقت أحلامها
7/1/2015 9:56:00 AM

 قصص يومية لفتيات يتعرضن لظلم الأهل بسبب الأحكام المسبقة والمُثُل التي يحيط المجتمع الفتاة بها. ضحى سلامة تروي قصة “حسناء” من جامعة النجاح حرمت من تحقيق ما حلمت به وطمحت له بسبب ذنب لم تقترفه. ولم يتسن لدوز التحقق من صاحبة القصة.

 بنت فتاة

تدور أحداث القصة حول طالبة من جامعة النجاح لطالما لفتت بجمالها انتباه كل من رآها. ومما كان جميلاً فيها برأيي أنها لا تعير انتباهاً ﻷحد. كل همها كان أنها تريد إنهاء سنوات دراستها وتصبح يوماً ما حلمت به، إلى أن جاءت تلك الحادثة وحولت جميع أحلامها لكابوس، وقذفتها في مهب الريح.

في يوم الحادثة، 23-4-2015، كانت تلك الحسناء عائدة لمكان سكنها، وكان أحد معجبيها يترقبها وينتظرها لتعود على أحر من الجمر. كان يوماً كأي يوم، تعود لسكنها لتبدل ملابسها وتكمل روتين الحياة اليومي، لكن ذلك اليوم كسر هذا الروتين ليتحول إلى كابوس يرافقها كل ليلة لتستيقظ مفزوعة.

دخلت سكنها وأردات أن تنتزع أول دبوس من حجابها، فرأت شخصاً يحاول اقتحام غرفتها. أغلقت بابها مسرعة، وبدأت بالصراخ لعدة دقائق،”.  وعن شعورها حينها قالت م. م: “شعرت بأنها آخر الدنيا وآخر يوم في حياتي، وهو فعلا كان آخر يوم. حتى لو عشت بعدها، فأنا ميتة بحق نفسي وبحق أحلامي وبحق ظلم مجتمعي”. وتتابع، “كان منظره بخوف.. برعب! وأنا أصرخ وأرجف حسيت آخر نفس فيي طلع من كتر الصراخ”.

وقبل أن يستجيب الجيران لصرخها، هرب الشاب “لأنه حس إنه رح ينمسك” كما ذكرت. وتابعت، “الجيران سمعوني وأتوا بسرعة. كنت أصرخ بس مشان الله ما بدي يصيرلي إشي.. مشان الله يا بشر”. وتابعت الفتاة، “شربوني مي وهدوني، بعدها أجت الشرطة واتصلت على أهلي سألوني بوقتها إذا لمسني أو عمل فيي إشي، بس أنا قلتلهم إنو ما عمل إشي. وسألوني إذا أنا بعرفه وقلتهم أول مرة بشوفه”.

ورغم أن الفتاة لم تقترف ذنباً كما قالت، إلا أن أهلها اعتبروها مخطئة وقد “دمرت شرف العائلة”، كما قالت هي. وروت كيف تصرف أهلها بعد الحادثة قائلة: “أهلي كانوا متشددين جداً. حتى لو كنت بريئة يعتبرونني أنا المذنبة”، وتتابع “عندهم هالقصص عقابها الموت”.  وحاولت الفتاة مراراً أن تقنع أهلها بـ “براءتها”، فتقول: “حلفتلهم مرات ومرات إني بريئة. أمي بتعرف هيك بس أبوي وإخوتي ما تركولي المجال”.

وكان قرار أهلها الأخير هو أن تترك الجامعة ومن ثم الزواج، وأوضحت “بعدما تركت الجامعة لإني دمرت شرف العائلة بنظرهم، مرق وقت قصير قبل أن يقرووا أن يزوجوني ليخلصوا من همي”. ولم يقف أهلها عند ذلك فحسب، فقد ذكرت الفتاة “ما انعمللي عرس وقتها زي ما كنت أحلم. عملولي حفلة صغيرة. برأيهم أنا جبتلهم مصيبة ﻻزم أضل أتحاسب عليها طول عمري”.

 

نزعت الحسناء من رأسها بقايا حلمها الذي طالما سعت له. حفظت دمعتها في عينها، ووضعت يدها على فمها لتغلقه بقوة كي لا تستطيع الصراخ مرة أخرى. حكم عليها بالمكوث أسيرة في بيتها خشية العار دون أن تقترف ذنباً، وتم تزويجها لرجل مسن دون مهر حتى، “ليستر عليها”. وتذكر الفتاة، “زوجوني لرجل يكبرني بعشرين سنة. فوق ما كنت مصدومة من اللي صار معي والخوف اللي كنت فيه وقعت بهلاك أكثر، خوف أكثر”.

 

وتصف م.م تعامل أهلها مع ما حدث معها، قائلة: “بسميه جحيم، أهلي رموني للجحيم. كنت أظنهم أول من سيقف إلى جانبي ويساندني، لكن يا حسرة هم أول من عادوني. حسبي الله ونعم الوكيل”.

 

 

المصدر: دوز


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة