تلفزيون نابلس
أحد أقارب ضحايا مجزرة "تشابل هيل" يروي تفاصيل جديدة عن قتل فلسطيني وزوجته وشقيقتها من نابلس
3/2/2015 11:29:00 PM

أمريكي يقتل عائلة سورية فلسطينية في منزلها في أمريكا بسبب عدائه للإسلام مجزرة تشابل هيل في شمال كارولينا التي أودت بحياة الطبيب السوري ضياء بركات 23 عاماً وزوجته يسر أبو صالحة21 عاماً وأختها رزان 19 عاماً على يد مواطن أمريكي يدعى كريج ستيفن هيكس46 عاماً أثارت غضباً كبيراً في أوساط الجالية المسلمة في أمريكا وقد قوبلت الجريمة باستنكار شديد وأثارت حفيظة المسلمين هناك .

في لقاء مع السيدة "شذى بركات " السورية الوحيدة في أسطول الحرية إلى غزة و الناشطة السورية قريبة الطبيب السوري ضياء بركات ضحية المجزرة التي حدثت في تشابل هيل في أمريكا قالت متحدثة عن صفاته وأخلاقه : ضياء طفل في جسم شاب بريء طيب لطيف و يحب كل الناس و يسعى لخدمتهم محب للخير متفوق في الرياضة و متفوق في الدراسة مثال للشاب المسلم.

تزوج منذ شهرين فقط. ، زوجتة ابنة لطبيب فلسطيني مشهور، وُلد ضياء في أمريكا وكان ناشطاً في الإغاثة الطبية وخاصة في مجال جراحة الأسنان، غادر إلى الأردن لإجراء معالجات للأطفال في مخيم الزعتري وغيره .

و أضافت بركات : أنه كان منذ فترة قريبة قد أعلن عن قيامه بحملة لجمع التبرعات من أجل جمع مبلغ 8000 دولار فقط لكي يمول معالجة أسنان الأطفال اللاجئين في الريحانية في تركيا، وقد بدأ بها. انتقل إلى سكن الطلاب العوائل قرب جامعته وتشير بركات إلى تهديدات وشتائم تعرضت لها العائلة من جارهم كريج منذ اليوم الأول ، وأنه اقتحم منزلهم مرات وهددهم بمسدس وأخبرهم بعدم حبه للمسلمين ولا المحجبات .

وتروي بركات متأسفة أن ضياء لم يحمل كلامه على محمل الجد لكنه نفّذ تهديده أثناء زيارة الأخت الصغرى "رزان" لبيتهم، طرق "كريج "الباب بعنف وفتح له ضياء فضربه بعقب المسدس على فمه وكسر له أسنانه الأمامية ،ثم أطلق ثلاث رصاصات عليه أرداه قتيلاً ثم قتل الأختين.

وتوضح أن المشكلة في البوليس الأمريكي الذي تعامل مع الحادثة بعنصرية شديدة ولم يوضّح سبب الجريمة المُركّبة فادّعى بأنها حدثت بسبب تنازع جرى بين ضياء وكريج على موقف للسيارة وبأن القاتل المجرم مريض نفسياً ولم يُعالج بطريقة صحيحة (كالعادة).

تشدد بركات : أن الجريمة عنصرية واضحة متكاملة الأركان و هي نتيجة الشحن الإعلامي العنصري الذي تقوم به السياسات الغربية الأمريكية خاصّة لتشويه الإسلام والمسلمين بأنهم إرهابيون وقتلة مجرمون، مما أدّى إلى معاداة المسلمين إلى هذه الدرجة .

ولفتت بركات إلى أنهم ينسون أن في صدر كل كنيسة تمثالاً أو صورة للسيدة مريم العذراء -كما يدّعون- وهي تضع الحجاب! وفي نفس الوقت تتضح أيضاً أن هذه السياسة العنصرية تتعامل بالمثل حتى مع مواطنيها فإن كانوا مسلمين فهم إرهابيين والقاتل المجرم الإرهابي فعلاً يصبح لديهم مريضاً نفسياً! مع أنهم صدّعوا رؤوسنا بالديمقراطية والحريات واحترامهم للأديان والاتجاهات، لكن عندما تصل القضية للإسلام والمسلمين فهم ينقضون كل ما جاءوا به.

الضغط الإعلامي الآن فضح أن هذه الجريمة المركّبة الفظيعة هي جريمة عنصرية ومعادية للإسلام. وأفادت بركات : أن كذبهم بات واضحاً خاصّة بعد استنكار أردوغان لصمت أوباما لأن الضحية من رعاياه (الذين انتخبوه "رئيساً") فقام ببعض الإجراءات من أجل حفظ ماء الوجه .

وفي نفس الوقت أعلن بان كي مون عن حزنه وقلقه وأرقه إلخ... وتوضح بركات أن :المشكلة أننا في أوج ضعفنا بسبب الحكومات العربية والحكومات التي تدّعي الإسلام والتي لا تتجرأ إلا على شعوبها فسارعت إلى إبداء "فروض الطاعة" لفرانسوا أولاند في قضية تشارلي إيبدو لأنهم أساساً معادين للإسلام ،وتسكت عن مقتل شعوبهم ،وما نراه في غزة وتبرئة للمجرمين وإعطاءهم أوسمة الشرف في مصر بعد المذابح والمحارق التي قاموا بها .

وتختم بركات حديثها: هذه الدماء الطاهرة التي سُفكت دفاعاً عن الإسلام ستكون منارة إن شاء الله ونحن أملنا بالله "والله مُتمٌّ نورهُ ولو كره الكافرون".

برأي بروفيســور الديانات والحضارات فــي كلية منيابولس التكنولوجية في ولاية منيسوتا الأمريكية د.نادية محمد، لا يوجد أي مبرر ديني لجرائم القتل المروعة التي حدثت في تشابل هيل شمال كارولينا وكل من يفهم بلا استثناء يشجب أعمال الغدر .

وتشير د.نادية إلى أن ما حصل هو ليس اختلاف أديان بل كره للأديان و تحمل مسؤولية الكره للإعلام السئ الذي يبث سمومه في المجتمعات وتضيف محمدبأن القاتل ليس فقط ضد الإسلام ولكن كما قال عن نفسه أنه ضد أي إنسان عنده رب … وهناك تحريات عن السبب الحقيقي لدواعي القتل ورداً منها على رأيها بالتضامن العربي والدولي مع القضية بموازاة اهتمامه بقضية تشاركي أبدو في فرنسا مثلاً ، على صعيد الحكومات والمجتمعات ؟.

و قالت : رأينا فرقاً كبيراً بين الشعوب والحكومات عند تناولها لهذه القضية و قضية تشارلي ابدو وأبرزها أن معظم المسؤولين العرب الذين تقدموا الصفوف هم من أكبر صناع الإرهاب الحقيقي الذي جاءوا لإدانته.

و تنتشر أخبار رزان ويسر وضياء من تطوّع وعمل اجتماعيّ وحبّ للرّياضة وتفوّق دراسيّ.. مثل النّار في الهشيم.. رغم كل ما يبثه المغرضين من تشويه للإسلام في حق المرأة والشباب ،ليظهر لنا إخوتهم من الذّكور مُفتخرين بالشّهيدات، وليظهر والِد ضِياء يُقبّل جبين زوجته أمام الجميع ويبكي.. بكل رحمه في وقت لا يعرف عن الإسلام إلا أن المرأة خادمة عند زوجها و عبدة لا تستطيع أن تفعل شئ ،ولا حقوق لها عنده لتظهر أخت ضياء ممثّلة عن العائلتين أمام جميع وسائل الإعلام مُتحدّثة بثقة.. بحزن.. بألم.. وبفخر. وقوة .

وتتعجب د.نادية من قوة وصبر والد يسر و رزان الذي كان يرتل القرآن على مسمع بناته .. للمرة الأخيرة . !! وتشير إلى جواب أخو ضياء عِندما سُئِل إن كان حزيناً على إحدى القنوات قال "نحن سعداء للشّهداء.. سنفتقدهم.. ولكنّنا سعداء” .. ألم نرد من العالم أن يعرف معنى الشّهادة؟ ألم نرد للعالَم أن يعرف رِفقَ الإسلام؟.

وتشير د. محمد في معرض حديثها إلى اضطرار الإعلام الغربي والأمريكي بالتحدث بإيجابية وبطريقة غير مباشرة لمدة أسبوع كامل عن الإسلام إثر استشهاد هم . وأكدت على وجود حرية كاملة لاعتناق الأديان في أمريكا أو تركها وتضيف لا نختلف أنّ الإعلام يحاول تضليل سَبب الجريمة وتَسخيفه، وتؤكد أنّ تغطيته الإخبارية جاءت بعد ضغوطات وليس رغبة منهم .

وتابعت د. بالنسبة للمجتمع المسلم في أمريكا ..أنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تحارب التعصب اللاديني والإعلام الذي يحرض علي الكره للمسلمين خصوصاً فوكس نيوز كما يجب أن تتحمل مسؤولية عما يحدث أيصاً ،و محاربه بعض الأفلام مثل أمريكان سنايبر أو القناص للمسلمين والعرب، فعندما يكون المجرم مسلم يقولوا الجريمة البشعة لأنه مسلم ودينه هو الذي جعله إرهابىاً ومجرماً، و عندما يكون المجرم ملحداً أو مسيحىاً أو يهودىاً يكون السبب أنه يعاني من مشكلة نفسية ومجنون .

وتضيف : هل توقعتم نقل "الله أكبر” في الصّلاة، وخُطبة الصّلاة على أهم القنوات الأمريكيّة؟ أن يعتذر الكثير من الشّعب الأمريكي للعائلات؟ أن يعلن البعض إسلامهم.. بسببكم؟ لقد انطلقت حَملات عدّة في أمريكا للتّعرف على الجيران المسلمين.. ونشرت عدّة جامعات رغبتها بإقامة حوار أديان حول الحادثة. وتلفت محمد إلى أن : الجنازة حضرها أكثر من ٣٠٠٠ فرد كثيراً منهم غير مسلمين .. عرفوا كيف أن الإسلام دين السلام في الصلاة والحب والتضامن وإلى طريقة أهل الضحايا المهذبة في الكلام والتي لم تحمل نبرة انتقامية .

و تقول: رغم وجود الإعلام السلبي إلا أنه هناك مواقف إيجابية حدثت مثل لاعب الكرة الأمريكي المعروف "ستافن كيري" الذي عمل للإجلال والثناء علي الضحايا و أجرى مؤتمراً صحفي وذكر ضياء و رزان،إضافة إلى كثير من المشهورين الذين تضامنوا إما بكتابة أو صلوات بطريقتهم. على مستوي الجامعات مازالت الوقفات والمناظرات تندد بما حدث .

وتردف د. محمد كان البعض يرى المسلمين فقط "كداعش” وحتّى قبل داعش بعشرات السّنين.. تشدد وإرهاب، ظلم للمرأة والحرمان من التعليم ، لكن ليس كل الإعلام الغربي ينشر بسلبية إذ بثت قناة " طومو نيوز" تقريراً يشرح تفاصيل الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها ثلاثة مسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية و وضحت أن الجاني معروف بعدائه للأديان . .

وأشارت د. محمد إلى أن مبلغ 8 آلاف دولار التي كان يحاول جمعها ضياء من أجل حملته لعلاج الأطفال السوريين أصبحت ربع مليون دولار ، لتستمر رسالة د.ضياء بعد رحيله .


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة