تتبدّل النظرة إلى جسم المرأة المثالي بتبدّل الموضة العالميّة والنزعة الجماليّة، تماماً مثلَ تبدّل الموضة وفقَ المواسم، وإنما بوتيرة أخفّ.
وقد شهدت السنوات المئة الأخيرة تطوُّراً ملحوظاً لناحية «جسم المرأة المثالي».
فأجسام العارضات النحيلات القريبة من المقاس 0 والتي كانت المجلّات والإعلانات تُسوّق لها، لم تَعُد على الموضة، لذلكَ تُحاول دور الأزياء حاليّاً التصدّي لها، في محاولة منها لتكريس موضة جديدة نجماتُها عارضات مكتنزات.
تبدّل المفاهيم
وعلى غرار تبَدُّل بعض القيَم والمعتقدات والإيديولوجيّات والمُثُل والمفاهيم، فإنّ «الجسم والجمال المثاليَّين» يَتبدّلان ويَتطوّران بدوريهما. فبعدما كانت العارضة النحيلة تُجسّد الجمال المُطلق وتسعى غالبيّة الفتيات إلى التشبُّه بها، يُسَلّط بعض دور الأزياء والماركات العالميّة حاليّاً الضوء على العارضات المكتنزات. وبالتالي، فإنّ جسم المرأة المثالي منذ نحو 10 سنوات، والمتمثّل ببروز العظام في جسمها، لم يَعُد مرغوباً.
وقد وجَدَ موقع Greastist الأميركي أنّ «هذا الأمر ليسَ مستغرباً، إذ إنّ الدراسات تُبرهن أنّ جسم المرأة المثالي خضَعَ لتطوّر مستمرّ خلال الأعوام الفائتة». وقد أعاد الموقع رسمَ التطوّرات التي لحقت بجسم المرأة خلال الأعوام المئة الفائتة، محدّداً النقاط «المثاليّة» التي مارست على النساء ضغطاً كبيراً آنذاك.
موضة الخصر النحيل
ولاحَظ الموقع أنّ «الجسم المثالي للمرأة شهد تطوّرات جذريّة»، لافتاً إلى أنّه في عام 1910، اجتاحت الكورسيهات عالمَ الموضة والأزياء، إذ إنّها تُحدّد خصر المرأة بوضوح أكثر. إلّا أنّ موضة الخصر النحيل الذي عرفت عصرها الذهبي في تلك الأعوام، سرعان ما استُبدِلَت عام 1920، حين راجت موضة الجسم الممشوق والنحيل بصورة طبيعيّة.
وعادت موضة الكورسيهات المُحَدّدة للخصر بالبروز مجدداً في الثلاثينات، وقد رافقها آنذاك اتّباع النساء حمية غذائية قاسية تحقيقاً للمثالية. وذكر موقع Greastist أنّ جسم المرأة المثالي تأثّر بالحرب أيضاً، وبرزت خلالَ أربعينات القرن الماضي موضة الكتفين العريضين والثديين البارزين، فلجأت النساء آنذاك الى حمّالات الصدر المبطنة والـPush-Up.
بروز المنحنيات
وبعد 10 أعوام فقط، برزت موضة الجسم على شكل الساعة الرمليّة مُجدّداً، مُسلّطةً الضوءَ على منحنيات المرأة المكتنزة، لكنّها سرعان ما زالت خلال الستّينات بفضل العلاجات المنحّفة التي شكّلت ثورة آنذاك في أوساط النساء. وقد تخلّت المرأة في السبعينات عن السراويل الواسعة واستبدلتها بتلك الضيّقة التي عززت موضة الجسم الممشوق والنحيل مجدداً.
وفي عام 1980، لجأت الماركات العالميّة إلى عارضات أزياء بجسم رياضي مثاليّ وقوام جميل وممشوق لا تشوبه شائبة، على غرار سيندي كروفورد وإيل ماكفرسون، وهذا ما أدّى بالتالي إلى إقبال السيّدات على النوادي لممارسة الرياضة.
عودة الى الستينات
وفي عام 1990، عادت موضة الجسم المثالي 30 عاماً إلى الوراء، إذ إنّ النزعة الجماليّة العالميّة كرّست موضة الجسم النحيل، وقد جسّدته آنذاك العارضة الشهيرة كيت موس بجسمها النحيف كجسم الأطفال. بعدها، احتكرت المغنّية بريتني سبيرز ومغنّيات البوب الشاشات والعقول بأجسامهنّ الممشوقة خلال السنوات الأولى من الألفيّة الجديدة.
وبعد 10 سنوات، أي خلال العام 2010، تركّز جمال الجسم على منطقة المؤخّرة والفخذين، فجسّدتهُ النجمة كيم كردشيان ومثيلاتها. وبالتالي، فإنّ المنحنيات البارزة هي الموضة الرائجة حالياً، فهل تتغيّر في الأعوام القليلة المقبلة؟
وقد ختم الموقع تحليلهُ، موضحاً أنّ الشيء الوحيد المؤكّد هو أنّهُ على رغم تغيُّر النظرة إلى الجسم المثالي خلال الأعوام الفائتة، مسببةً انعداماً في الثقة بالنفس لدى البعض، إلّا أنّ الجمال يبقى نسبيّاً ويَكمُن في الروح لا في الجسد.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |