تلفزيون نابلس
بشرى الخليل والفجور التلفزيوني: ارشقيه بالكوب ليكتمل المشهد!
1/29/2015 9:42:00 AM

 موضوعٌ آخر بهجةُ طوني خليفة ومقدّمين سواه بالفضائحية والسعي إليها بالتواطؤ أو المجاهرة. مُراد برامج الإثنين غالباً، المدّعية نُصرة القضايا، تحقيقُ جماهيرية بائسة أياً كانت التكلفة. موضوعنا بشرى الخليل في صفتها محامية تفِد الى برنامج خليفة "1544" ("أم تي في") للتنظير في الاعتداء النظامي على وفد المحامين اللبنانيين ضمن "مؤتمر المحامين العرب" في القاهرة. واجَهَها المُقدِّم مع زميلٍ محامٍ، هو منير الحسيني، وراح يتفرّج. فجأة، تحوّل ما يُفتَرض أنه نقاش مفيد الى مهزلة مُبتَذلة. خرجت عن لسان المحامية مفردات السوق المُنفلِت، كأنّها تنفيس احتقانٍ لو انحسر لخنقها. كيف لمحامية لها شأنٌ في النقابة أن تزجّ نفسها بوضعية الصراخ المطلق؟ المطلوب كوب ماء لتكتمل ركاكة المشهد. ولمَ لا، أمكن لها أن تقفز من كرسيّها وتُمسك الحسيني من ربطة عنقه، ثم تصفعه كما الأشرار في الرسوم المتحرّكة لتلقّنه درساً في التعاطي مع الرأي المُعارِض!

نجح الحسيني في جرّها الى الاستفزاز، إذ لجأ الى فعل "الرقص" (كتعبير مجازي المقصود منه التهليل)، للقول إنّ الخليل مِن المصفّقات لديكتاتورية النظام السوري. وانزلق للصورة الشائعة عن صلة ما بين الرقص والإهانة، وإذ أراد تحجيم زميلته والتوجّه إليها بضربة قاضية، رماها بـ"الرقص" المقصود به شعبياً تبجيل الأنظمة. بيد أنّ "ابنة السيّاد" أبت أن تُنعَت بالراقصة.ندرك أنّ بعض التلفزيون فحشٌ، أما أن تتحوّل الفقرة حلبة سُباب، فإنه الغثيان المطلق. وقد نتفهّم المرء حين يتلفّظ بالرذيلة تحت تأثير مُخدِّر أو نشوة الكأس العاشرة. وقد نتفهّمه أيضاً إن كان وليد السوقية وما تجود به الزاروب من جَهلٍ. ولكن أنّى السبيل الى تفهّم عصبية بشرى الخليل، المحامية؟ لعلّ المحامي إنسانٌ متزنٌ بعض الشيء ومنشرح الصدر، يحاجج ويناقش ويتّخذ من الآخر خصماً بالبيّنة. هنا الخليل هوت الى الأسفل. بدت أمام المُشاهد كبعض نساء الوقت الضائع حيث يدفعهن الموقف الى التسرّع في تعميم شريعة الغاب. أمكن أن تتروّى عوض التحوُّل مدفعاً، وأن تنظر الى استفزاز الحسيني كونه رأياً آخر لا عدواً في حرب وجودية.

ثم يتبدّد الاستغراب أمام تصريحٍ من قبيل "طبعاً بدي زقّف لسوريا وبشّار الأسد". الألسنة مقاماتٌ بعضها ذو رفعة وبعضها لا يصون ولا يُصان. هل أفلست الخليل حدّ الدفاع عن النفس بالشتيمة ورفع الصوت، وضعُفَت حدّ الظهور على الملأ بصورة "المُشمِّرة" عن ساعدها، المُستعدّة "لحلش" الشَعر؟ لا تمثّل الخليل نقابتها، بيد أنّ حساسيتها المفرطة حيال الراقصات أصابتها بالعجالة. يُنتَظر ضبط النفس وإن تطلّب الأمر دوراً تمثيلياً. أتاح خليفة للخليل الوقوع في حفرة عميقة، ونأى بنفسه عن انتشالها. مؤسفٌ تحوّلها مادةً للإثارة ونموذجاً آخر يُحتَذى به كلما استُحضِرت مقولة "الرأي والرأي الآخر".

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة