قَبل أن يكمل وليد غسان أبو جمل ربيعه السادس، قدم والده عمره كله شهيداً على محراب الحرية، في بلدة دير ياسين، بعد اشتباك مسلح برفقة ابن عمه عدي مع عناصر من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي.

أكمل وليد عامه السادس، وفاجأ الجميع عندما طلب أن يحتفل بعيد ميلاده رغم رحيل والده، بطريقة تكاد تكون الأغرب لأطفال في عمره، حيث طلب أن توضع صورة والده الشهيد على قالب الحلوى، ليحتفل معه بعامه السادس.

صورة احتفال وليد بوالده الشهيد استفزت عشرات النشطاء الفلسطينيين الذين أطلقوا حملة للكتابة لوليد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبةً بهاشتاق #عيد_وليد، شارك فيها المئات من الشبان الفلسطينيين في الوطن والشتات.

 وشهد احتفال الفلسطينيين بوليد وببطولة والده الشهيد تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر وفيس بوك، ورسائل مكتوبة لوليد أرسلت على حسابات أقربائه، ضمت صوراً وشعارات وأشعار.

وغردت الناشطة الفلسطينية سناء القاسم من اليونان: "يا وليد قبل أن تتم عامك السادس، منح والدك فلسطين عمره كله"، فيما كتب الصحفي الفلسطيني أحمد ملحم: "منذ غسان كنفاني لغسان أبو جمل، الفكرة لا تموت أبداً"، وكتبت الطالبة الجامعية تسنيم القاضي: "وبقيت أنت لتحمل الفكرة التي لا تموت".

ومن أستراليا قدمت الفنانة الفلسطينية، أسيل تايه، مقطوعة غنائية صوتية إهداءً لوليد وروح والده الشهيد، وغنت: "عمراً مديداً يا وليد ، يا صرخةً في هالجبل، عشتَ ووالدك الشهيد، في عيدك كل الأمل، ستغدو غساناً جديد، غداً ستكبر يا بَطل، فجر الحرية من جديد، لن تبقى دموعاً في المُقل، نادي شَعبك يا وليد، قل شَعبيَّ .. قلنا أجَل، سيحيا والدك الشهيد، نجماً جميلاً ما أفَل".

وقال الناشط المقدسي بهاء عليان: "فاجأ وليد الجميع برغبته بالاحتفال بهذه الطريقة، أحببنا أن نوجه له رساله بأن كل الشعب الفلسطيني معه، في الوقت الذي فقد فيه والده شهيداً وهو يقاتل من أجل حرية هذا الشعب".

وأضاف "شهدت الحملة مئات التغريدات من الفلسطينيين في كل العالم، حملت صوراً وكتابات ورسومات وفيديوهات ومعايدات للطفل وليد، وشداً من أزر عائلته، في موقف يسجل لشعبنا الفلسطيني الذي لا ينسى الشهداء".

من ناحيتها، قالت شقيقة الشهيد غسان أبو جمل وعمة وليد، مي، في حديث لـ 24: "رفض وليد الاحتفال إلا بحضور والده الشهيد، واشترط أن توضع صورته على قالب الحلوى، وأجرينا له احتفالاً خاصاً بعيده السادس".

وأضافت "نشرنا صورة وليد ووالده على قالب الحلوى، ولم نكن نتوقع أن تحدث هذا الصدى الكبير، وأن يتم تداول هذه المناسبة بهذا القدر الكبير، حيث وصلتنا مئات الصور والمشاركات من كل فلسطين ومن أنحاء العالم".

وأشارت أبو جمل إلى "الأثر الكبير الذي أحدثته هذه المشاركة الواسعة في نفس وليد والعائلة، وأنها كانت مفاجأة جميلة ومميزة وانتشرت انتشاراً واسعاً، وصنعت مساحة فرح بسيطة لوليد في ظل فقدان والده الشهيد".