تلفزيون نابلس
الشاباك يتنكر لعميل فار من الموت في غزة ومحكمة تعترف به
12/19/2014 5:42:00 PM

ذكرت مجلة “بازم” العسكرية الإسرائيلية مساء أمس الخميس، قصة عميل فر من قطاع غزة إلى الداخل المحتل عبر الحدود الشرقية بينهما، بعد أن عمل مع الشاباك منذ العام 2008.

وكشفت الصحيفة أن المدعو “أ” حاول الفرار من القطاع العام الماضي مستغلًا تسهيلات عيد الأضحى وتسلل عبر السياج الأمني، حيث تم اعتقاله وتوجيه تهمة التسلل إليه، في محكمة الصلح ببئر السبع، فيما تنكر الشاباك لعمله معهم.

وأوضحت أن العميل كان قد أبلغ الجنود ساعة اعتقاله لدى السياج أنه يعمل لدى الشاباك وأنه فر من القطاع خوفاً من بطش حركة حماس التي تلاحقه، فيما رفض الشاباك الإقرار بعمله معهم قبل أن يكشف تفاصيل مشواره معهم، وتقتنع المحكمة بصدق روايته وتقر بأنه كان متعاوناً مع الشاباك وتسقط عنه تهمة التسلل.

وبحسب الصحيفة، فان العميل “أ” كان يتواصل مع مشغليه في الشاباك عبر جهازي اتصال خلويين، حيث كان يزود مشغله بمعلومات عن النشطاء في القطاع، بالإضافة لمعلومات عن الأنفاق والعمليات المستقبلية، وقد استمر عمله مع الشاباك مدة سنة ونصف قبل أن يتم اكتشافه من قبل نشطاء حماس عن طريق الصدفة.

وكان العميل قال في شهادته أمام المحكمة لإقناعها بعمله مع “الشاباك”، “أحضروني لإسرائيل وأرشدوني على طرق استخدام وسائل الاتصال وقاموا بفحصي على جهاز فحص الكذب وكانت النتيجة بأنني صادق، أعطوني جهازي هاتف نقال الأول أخذته وأنا في إسرائيل والآخر وضعوه لي في منطقة ميتة بالقطاع”.

وتابع كلامه، “قدمت للشاباك معلومات ذهبية عن حماس وعن الأنفاق وقد اكتشفوا تعاوني مع الشاباك عن طريق الصدفة بعد أن نسيت أحد هواتفي التي تلقيتها من الشاباك لعدة دقائق ووجده أحد عناصر حماس واكتشف أرقام الشاباك عن طريقه”، بحسب الصحيفة

وعن تفاصيل اكتشافه، قال، “تركت هاتفي وذهبت لإعداد الشاي لدى نشطاء حماس وعندما عدت رأيت بأنهم أخذوا من الهاتف أرقام مسجله فيه وأخذوني للاعتقال، واستمر التحقيق معي لفترة طويلة قبل أن يعرضوني على المحكمة بعد ستة أشهر، وعندها حكم علي بالسجن لأربع سنوات بتهمة العمالة”.

وأضاف، “بعد الإفراج عني وجدت أن عائلتي قد هجرت مسكنها في حين تم تحذيري من أن عائلات قتلى تمت تصفيتهم على يد الجيش تنوي الانتقام مني”.

وقال العميل أمام المحكمة إنه لو بقي في غزة لفقد حياته، فقد صدرت الأوامر بقتله حال خروجه للشارع وأن نشطاء في الجناح العسكري التابع لحماس هددوا بتصفيته انتقاماً لزملائهم بعد أن قام العميل بتحويل معلومات عنهم للشاباك.

وقدمت نيابة لواء الجنوب لائحة اتهام ضد العميل بتهمة التسلل لدولة الاحتلال، ولم تصدق روايته بتعاونه مع الشاباك، فيما حذره ضابط الشاباك من مغبة البوح بشيء فيما يتعلق بتعاونه معهم، بالرغم من قوله للجنود إن لديه معلومات عن حماس ويود نقلها للشاباك.

وكانت إحدى الفتيات التي هربت من القطاع أكدت صدق روايته أمام المحكمة، وقالت إن نشطاء من كتائب القسام جاءوا إلى بيته بعد أن هرب وسألوا عنه وأنهم كانوا ينوون تصفيته بسبب علاقاته مع الشاباك.

وقرر القاضي “يوفال ليفدرو” تبرئته من مخالفة التسلل في أعقاب إدلائه بشهادته أمام المحكمة بعد أن اقتنع بصدق روايته وأنه عمل مع الشاباك، قائلاَ إن العميل فر من القطاع في أعقاب الخطر الكامن على حياته وأنه لم يكن لديه خيار سوى الهروب إلى “إسرائيل” والبحث عن الحماية.

ووفقاً للمجلة، فإن العميل “أ” سيقدم التماسا خلال هذه الأيام لمحكمة الاحتلال العليا وذلك بهدف الحصول على تصريح دائم يتيح له البقاء في دولة الاحتلال وعدم إعادته للموت في غزة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة