بعمرها الذي لم يتجاوز أحد عشر شهرا تدخل الطفلة بلقيس ابنة الأسير معمر غوادرة من قرية بير الباشا قضاء جنين السجن لتصبح أصغر سجينة في العالم، بلقيس ليست وحدها بالسجن بل هي وجميع أفراد عائلتها مسجونين ومحجوبين عن أشعة شمس الحرية.

 لم تكن تعلم السيدة نهال غنام غوادرة (29 عاما) أن زيارتها لزوجها المعتقل في سجون الاحتلال ستحولها لأسيرة هي الأخرى مع طفليها، لتصبح عائلة الأسير معمر كلها بجميع أفرادها بين جدران سجون الاحتلال، بالإضافة للطفلة بلقيس احتجز الاحتلال والدتها وشقيقها براء الذي يبلغ من العمر سنتان فقط.

 تحول يوم الأربعاء 26\11\2014 لمأساة حقيقية بعد أن كان من المفترض أن يكون يوما سعيدا بالنسبة للأسير معمر غوادرة وزوجته وصغاره، يوم زيارة الأسير عادة يتحول ليوم عيد فرحا برؤية ذوي الأسير لبعضهم البعض ولو من خلف القضبان، لكن ما حدث لهم كان العكس تماما.

 توجهت الزوجة صباحا لسجن بئر السبع "إيشل" جنوب فلسطين المحتلة، الاحتلال قام خلال تلك الزيارة باحتجاز الزوجة وطفليها متهمهم بمحاولة تهريب جهاز هاتف نقال للزوج الأسير.

 تؤكد والدة الأسير غوادرة في حديثها مع "أحرار" أن زوجة ابنها اتصلت بها بعد اعتقالها من قبل الاحتلال وأخبرتها أنهم قاموا بفصلها عن أطفالها الصغار، مشاعر الخوف والقلق بدأت باقتحام قلوب عائلة غواردة خوفا منهم على مصيرالأطفال الصغار، مناشدين في الوقت ذاته كل من بيده حيلة أن يتدخل للافراج عنهم فورا.

 مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الانسان فؤاد الخفش أكد أن احتجاز الاحتلال لزوجة الاسير غوادرة وطفليها يعد انتهاكا صارخا وجريمة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة بأكملها، وأطلق الخفش مناشدة إنسانية عاجلة لجميع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وطالب السلطة الفلسطينية بالتدخل بشكل سريع لاطلاق سراح الأطفال ووالدتهم.

 وحمل الخفش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن احتجازهم، مطالبا المؤسسات المختصة العمل السريع من أجل تأمين الافراج عنهم، معتبرا ما حدث مهزلة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة فلسطينية.

وأشار أن الأسير معمر غوادرة كان قد تحرر من الأسر عام 2011 بموجب صفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال، وقد كان محكوما بالسجن لمؤبد و20 عاما إضافية، وأفرج عنه بالصفقة بعد قضائه مدة ثماني سنوات.

وأعاد الاحتلال اعتقاله وعشرات من محرري الصفقة قبل شهور دون تهم أو مبررات لذلك، وأشار الخفش أن 63 من محرري الصفقة لا زالوا معتقلين لدى الاحتلال الذي يستفيد من اعتقالهم باستخدامهم كرهائن وأوراق ضغط على المقاومة في أي صفقة تبادل قد تنجز مستقبلا.