تلفزيون نابلس
الظلام يخيم على "واد النار" بعد سرقة الخلايا الشمسية
11/24/2014 9:11:00 AM

 في اعتداء واضح على الممتلكات العامة؛ قامت مجموعة من الاشخاص "بسرقة وتخريب" اللوحات والخلايا الشمسية المستخدمة في اضاءة طريقي وادي النار والسواحرة شرق محافظة بيت لحم.

وبذلك يعود الشارع الى سابق عهده طريقا خطيرا خصوصا اثناء الليل وفي فصل الشتاء، تكسو الظلمة اجزاء كبيرة منه، وبالكاد يستطيع مستخدموه من الرؤية عبر مصابيح مركباتهم.

وتنبع اهمية الشارع من كونه الرابط الوحيد بين جنوب الضفة الغربية ووسطها وشمالها وبالمعابر الرابطة مع الأردن، فضلا عن أن ما يقارب (30 ألف إلى 35 ألف مركبة) تعبره بشكل يومي في كلا الاتجاهين.

وسجل الطريق خلال الفترة الماضية وخاصة بعد دخول فصل الخريف عدة حوادث سير راح ضحيتها العديد من المواطنين الذين اصيبوا اصابات مختلفة، ناهيك عن الاضرار المادية التي لحقت في المركبات وكان احد الاسباب الرئيسية لتلك الحوادث هو "عدم وضوح الرؤية".

وفي الشهرين الماضيين تعرض المشروع لحادثي سرقة وتخريب طال قرابة 13 عامود انارة وما تحتويه من لوحات شمسية لتوليد الطاقة بالاضافة إلى بطاريات التخزين.

ومؤخرا تمكن موظفو بلدية العبيدية من القاء القبض على احد الاشخاص الذين كانوا يحاولون سرقة اللوحات الشمسية المستخدمة في اضاءة الطريق، وتم تسليمه للشرطة التي بدورها قدمته للقضاء.

لكن ما اثار حفيظ واستغراب اهالي بلدة العبيدية ومن يستخدمون الطريق، هو أن القضاء قام باخلاء سبيل المتهم بسرقة اللوحات الشمسية بعد احتجازه لمدة 27 يوما، بكفالة مالية قدرت بـ (ألف دينار اردني).

وفي هذا الاطار، علمت القدس دوت كوم من نيابة بيت لحم أن اخلاء سبيل المتهم بسرقة لوحات الانارة الشمسية في وادي النار جاء بقرار من قاضي المحكمة على الرغم من رفض النيابة العامة، علما القضاء الفلسطيني لا يعتبر الحجز عقوبة.

واضافت النيابة "أن قرار اخلاء السبيل لا يعني انتهاء محكوميته، بل سيتم تقديمه للمحاكمة"، مشددة على أن النيابة العامة والقضاء يشددان العقوبة على من يقوم بالاعتداء على الممتلكات العامة.

من جانبه، لفت رئيس بلدية العبيدية سليمان العصا الى ان مشروع انارة طريق وادي النار تعرض أكثر من مرة للسرقة والتخريب من قبل مجموعات من الخارجين عن القانون، موضحا أنه في الشهرين الماضيين فقط تم تسجيل اعتداءين على مشروع الانارة.

وأكد العصا أن عدة مجموعات محتلفة قامت بسرقة مشروع الانارة منذ اكثر من عدة سنوات بعضهم معروف وبعضهم غير ذلك، ولم يتم محاسبة اي شخص منهم نتيجة ضعف تطبيق القانون في المناطق المصنفة "جيم".

واضاف "هذا المشروع لا يخدم فقط سكان بلدة العبيدية او بيت لحم بكل يخدم مواطني الضفة الغربية جميعا لذلك فإن حمايته ليست مسؤولية فردية وإنما جماعية وعلى المواطنين قبل المسؤولين المحافظة عليه".

الى ذلك قال رئيس قسم المهندسة في بلدية العبيدية راتب عبيات لـ القدس دوت كوم، إن مشروع انارة طريق وادي النار يعاني من مشاكل عدة وبحاجة الى صيانة والتكلفة التقديرية للصيانة تتراوح ما بين (80 إلى 100 الف دولار) وذلك راجع لكثرة الاعتداءات وسرقة بعض اللوحات الشمسية المستخدمة في الانارة.

وأشار عبيات الى توفر المعدات اللازمة من لوحات شمسية وبطاريات في السوق الفلسطينية لكنها باهظة الثمن ولا يمكن للبلدية تغطية نفقاتها، موضحا أن المشروع يحتاج الى رعاية وصيانة بشكل دورية غير أن المشكلة تكمن في أن المشروع يقع ضمن منطقة المسماه "جيم" ويخضع مباشرة للسيطرة الاسرائيلية، وهو ما يسهل عملية السرقة.

ومن شأن تكرار هذه الاعتداءات أن يعرض المشروع الحيوي الذي تموله جمعية قطر الخيرية للخطر.

وفي المقابل، يتطلع مستخدمو الطريق ومسؤولو بلدية العبيدية الى تطبيق احكام العقوبات على كل من يعتدي على الممتلكات العامة، وعودة الانارة الى الطريق باعتباره مشروعا رائدا وفريدا على مستوى فلسطين ووجها حضاريا يعكس الارادة الفلسطينية في المحافظة على ممتلكاته العامة.

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة