تلفزيون نابلس
الى منيف في ذكرى ميلاده الثالث والاربعون .. بقلم : منقذ أبو عطوان
10/25/2014 10:07:00 PM

اخي منيف

اليوم ذكرى ميلادك الثالث والاربعون.... اليوم تضاء السماء بنجومها الثلاث واربعون، معلنة احتفالها ببزوغ فجر من العزة والفخار، كيف لا؟ وانت اشعلت من شحم جسدك ولحمه شمعة لتضيء عتمة وطن غزته الغربان وغزاه الظلام.

منيف.... ثلاث عشرة عاما من القهر والالام في سجن ما احنين هامتك، ولا اطفأن عزيمتك، بل على العكس يا اخي؛ كنت قمرا ونجوما يهتدي في سبيلها من يسير في صحراء السجن القافره، كنت علما وسندا لاخوانك في السجن كيوسف الصديق حين كان طبيب المستضعفين في ظلام السجن وهدى التائهين.

منيف... يا اخي سنوات السجن تمضي  كالعمر تمضي، وذكراك راسخة  لا تمضي، ذكرى الطفولة وما بعدها، ذكرى الشباب وما يحويه من مغامرات  ورجوله، ذكرى التضحيات والبطوله، ذكرى النضال وعثنائيل تشهد لك ولصحبك الشهداء الذين قضوا وجعلوا من اجسادهم جسورا لنا نسير عليها فوق الشوك والالغام التي زرعها القتله الحاقدون.

ثلاثة عشر سنة في السجن وثلاثون خارجه، يحملن بين ثنايا ايامهن قصص وحكايات، قصص طفولتك وحكايات بناتك قيساريا ومريم اللواتي كبرن ليس كغيرهن من البنات بين الالعاب وحدائق الزهور وانما؛ بين حافلات الصليب الاحمر والحواجز وشبابيك الزيارة في السجون، كبرن وترعرعن بعيدات عن مرحلة الطفولة وعذوبتها، حملن اللواء مبكرا وكأنهن يسابقن اسامة ابن زيد في القدرة والقياده.

اخي منيف في عيد ميلادك استذكر كل الاغاني كنت تفضل سماعها وكل الكلمات التي كنت تتفنن في تقولها، والحركات التي كنت تظهرها وكانها تعيش معي دون انقطاع، كيف لا؟ وانت صديق الطفولة والشباب.

استذكرك يا "جبر" هذا اللقب الذي كنت تفضله وتحب ان تنادى به كناية على الفقر والبؤوس والالم، وكأنك كنت تعرف ما يخفيه القدر لك في اختيارك لهذا اللقب جبر من بطن امه للقبر. فكنت من بطن امك  لحضن شعبك الذي افتديته بآلام السجن.

منيف اذكرك في كل جلسة وقعدة تحت شجرة التوت التي ما فارقتها امي رحمها الله بعد سجنك، واذكر كل جلسة كنا نشعل فيها الارجيلة ونتحدث فيها بأي شأن من شؤون الحياة...... منيف ثلاثون عاما مضت وكانهن البقرات السمان وبصمودك وصلابتك قاومت البقرات العجاف ( الثلاثة عشر عاما في السجن ) صارخا بصوتك الجهوري في وجه الجلاد بان السجن ليس لنا، وان السجن الذي اردتم ان يكون لنا قبرا ومقصله سنجعل منه مدرسة وجامعه لا يتخرج منها الا كل ثائر ومقاتل، يضعون سنوات قهرهم تحت نعالهم ويحملون في اياديهم معاول البناء ،وسراج ينير لهم عتمة الطريق حتى بلوغ هدفكم في الحرية والاستقلال، حتى تهدم وتنسف اخر السجون، ويقام مكانها حدائق ومدارس.

منيف في عيد ميلادك الثالث والاربعون اقول  لك كل لحظة ، وكل رمشة عين، وانت واخوانك بالف خير؛ راجيا من الله العلي القدير ان لا يأتي عيدك القادم الا وقد بيضت السجون، ونعمت انت واخوانك بين اهلك وشعبك بالحرية والهناء، فانتم الاسرى اكثر شوقا للحرية والانعتاق يا اخي .


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة