تلفزيون نابلس
الخارجية / خطاب نيتنياهو: محاولة فاشلة لتبرير تمسك حكومته بالإحتلال والإستيطان، ورفضها لمبدأ حل الدولتين.
9/30/2014 12:34:00 PM

     اخفق نتنياهو تماماً عندما ادعى في خطابه أمام الجمعية العامة أن الرئيس محمود عباس هو المسؤول عن " جرائم حرب حماس "، فالجميع، بمن فيهم مَنْ كان يستمع له، يعلم أن الرئيس عباس كان المُبادر لوقف العدوان، وكان دون غيره مَن طالب بتلك المبادرة التي أدت إلى التوصل للتهدئة القائمة، ولم يكل أو يمل للحظة في التحدث مراراً مع عديد المسؤولين الدوليين لحثهم على ضرورة التدخل لوقف العدوان ولحماية المدنيين في تلك الحرب الهمجية، في الوقت الذي كان نتنياهو يعطي تعليماته لجنوده بمواصلة الدمار والقتل بحق المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني. وإن كان هناك مِنْ مسؤول عن تلك الجرائم فهو ذلك الذي أعطى تعليماته لجنوده بالقصف والقتل والدمار وصولاً لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومهمة محكمة الجنايات الدولية هي في كشف كذب وادعاء نتنياهو. والسؤال هو لماذا تخاف إسرائيل، إن كانت مصرة، إنها لم تقترف حرب إبادة وجرائم حرب، من مواجهة محكمة الجنايات الدولية والمحاسبة الدولية لما اقترفته ضد الشعب الفلسطيني في غزة ؟ فهي فرصتها لتبرئتها من اتهامها بتلك الجرائم إذا كانت مقتنعة بذلك. نحن بدورنا كفلسطينيين نقبل بنتائج تحقيق تلك المحكمة مهما كانت النتائج، وكنا ننتظر من نتنياهو أن يعلن عبر منبر الأمم المتحدة قبوله بنتائج تحقيقات محكمة الجنايات الدولية، وليس الهرب باتهام حماس بما ابتدعته إسرائيل منذ أيام احتلالها الأولى للأرض الفلسطينية باستعمالها المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية خلال اجتياحاتها للأرض الفلسطينية المحتلة، أو الإدعاء بقيامهم بتحقيقات داخلية يعلم جميعنا أنها مفبركة وخادعة هدفها الهروب من استحقاقات التحقيق الدولي والمحاسبة الدولية.

     أما الإدعاء أن معاناة اليهود إبان المحرقة يعطي إسرائيل المناعة والحماية ضد اتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، وعندما تقوم بذلك فعلاً حسب تقارير غالبية المنظمات الحقوقية الدولية، فهو الجريمة ذاتها، ومحاولة الهروب من الاتهامات الدولية لها بارتكابها جرائم حرب تحت ساتر الإدعاء بأن أي اتهام يندرج تحت مسمى معاداة السامية، ما هو إلاّ استغلال غير مبرر للظلم الذي حل باليهود خلال سنوات النازية للإختباء خلفه، وتبررّ جرائمها الحديثة ضد الشعب الفلسطيني خلال السبعين سنة الأخيرة، وتحديداً ما اقترفته خلال حربها الأخيرة على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

     أما الإدعاء أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقاً في العالم، فهو الكذب بعينه، ويكف أن نتذكر مقتل أكثر من 2230 مواطن في غزة نصفهم من الأطفال والنساء، وتدمير أكثر من 50 ألف منزل وتدمير لشبكات الكهرباء والمياه بالإضافة لقصف المدارس وقصف وقتل الأطفال على شاطئ غزة. فهذه الجرائم ضد المدنيين لا يمكن أن يرتكبها جيش أخلاقي؟ والمَشاهد التي سجلت لجنوده يحتفلون بقتل المدنيين خلال عدوانهم على غزة يؤكد ذلك. وبينما كان محامي ذلك الجيش يدعي اخلاقيته، كان نفس الجيش يدمر محطة الكهرباء التي توفر الكهرباء للمريض والطالب والمسن الفلسطيني في خربة الطويل قرب نابلس، فأية اخلاق يتحدث ؟ إلاّ إذا كانت معايير الأخلاق لديه نقيض ما نعتمده نحن وبقية العالم! وفعلاً هذا ما يفسر ما قاموا به من عدوان على غزة مؤخراً وطريقة احتفالهم بهذا النصر الأخلاقي.

     وزاد نتنياهو اخفاقاً عندما فشل في إبداء استعداده لإنهاء احتلاله للأرض الفلسطينية أو الاعتراف بهذا الاحتلال، أو وقف استيطانه، أو العودة للحديث عن جاهزيته لتفعيل مسار المفاوضات المعطل، أو التأكيد على قبوله بالدولة الفلسطينية ضمن مفهوم حل الدولتين. قد يكون ما لم يقله نتنياهو في خطابه بنفس أهمية ما قاله إن لم يكن أكثر.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة