استكمالاً لخطة عمل مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين (SASPARM- FP7)، وبناء على تنسيق بين مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح ونقابة المهدسين، عقدت يوم 9/9/2014 ورشة عمل بمشاركة حوالي 200 مهندس ومهندسة، من مختلف تخصصات الهندسة في قاعة فرع نابلس لنقابة المهندسين والذي تركز حول تصميم المباني المقاومة للزلازل من خلال عرض شامل ومختصر قدمة الدكتور جلال الدبيك.

ابتدأ اللقاء بكلمة ترحيب من المهندس عبد الحكيم الجوهري نائب مدير برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية في مؤسسة مجمعات عالمية وعضو لجنة فرع نابلس في نقابة المهندسين وكذلك الباحث في وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح في الجامعة، وقد أشار إلى أهمية هذا اللقاء ودعوة جميع المهندسين إلى التواصل مع النقابة مع التأكيد على أهمية موضوع تصميم المباني لمقاومة الزلازل وذلك تتويجاً للجهود التي بذلت في هذا المجال وانبثق عنها اعتماد التصميم الزلزالي، وتحدث عن الفعاليات والأنشطة التي تم تنفيذها في مختلف المحافظات خلال تنفيذ مشروع SASPARM  والذي يتم تنفيذه من قبل جامعة النجاح والمركز الأوروبي لهندسة الزلازل EUCENTR وجامعة IUSS في Pavia في ايطاليا، ضمن مشاريع FP7الأوروبية.

ثم ابتدء المحاضرة الدكتور جلال الدبيك موضحاً أهمية وضع آليات لمتابعة موضوع التزام المهندس بالتصميم الزلزالي، وأشار إلى أهمية التصميم الزلزالي والى اطار عمل هيوغو وموقعة في العالم العربي، وفلسطين مع الاشارة إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين الأطراف المعنية حول البدء بالتصميم الزلزالي للأبنية الجديدة مع ضرورة وجود خطة موازية لبناء القدرات، وتوضيح متطلبات الكود للتصميم الزلزالي .

واستعرض الدبيك أهداف متطلبات الحد الأدنى للتصميم الزلزالي ثم تناول موضوع جيولوجية المنطقة وظروف تشكل الصدوع وحركة الصفائح، والعوامل المؤثرة من حيث تأثير الموقع والتصميم الزلزالي، والانزلاقات الأرضية، طبيعتها وأسبابها، وانتقل تدريجياً إلى المباني وانواعها وطرق التصميم ومدى امكانية تطبيق متطلبات الكود رابطا ذلك بأنواع المباني وخصائصها من حيث الانتظام في الشكل وتوزيع الكتل والصلابات والأنظمة المتبعة من حيث استخدام جدران القص أو الاطارات بأنواعها، وتحدث عن تأثير وزن البناء مع الانظمة الدارجة محلياً وعلاقتها بالتصميم الزلزالي ومتطلباتة، والاشارة الى العيوب في هذه المباني باستخدام الطابق الرخو وهو من اخطر العيوب الى استخدام الطيرانات الكبيره المحملة، وعدم الانتظام في توزيع الكتل والصلابات، بالاضافة الى ارتفاع المبنى وعلاقة ذلك بنسبة نحافة المبنى، مع توضيح تأمين الفواصل الزلزالية بين المباني المتجاورة وضمن البناء الواحد اذا تطلب تصميم عمل الفواصل.

وقد دعم د. الدبيك كل ذلك بالصور المأخوذه من زلازل حقيقية حصلت في دول مختلفة نتيجة للعيوب المذكورة، وفي النهاية قدم توضيحاً للحول المقترحة والممكنة لتجنب تأثير تلك العيوب مع امكانية كبيرة لتنفيذها وبأقل التكاليف مع استعراض تفصيلي لحالات كثيرة من الواقع.

وقد شارك المهندس عبد الحكيم الجوهري خلال الورشة والمحاضرة بعدد من المداخلات التي تعلقت بموضوع متطلبات الكود وعلاقة ذلك باستجابة المباني لقوى الزلازل اضافة الى كيفية اعتبار الواجهات المحمولة (الحجر والطوب والباطون) ضمن النموذج المأخوذ في الدراسة والحالات الممكنة، مع الاشارة إلى أن هناك توجه مستقبلي لاعداد برامج تشمل الابنية القائمة وتدعيمها وأن هذا الامر مختلف وأكثر صعوبة من الابنية الجديدة.

وبعد استراحة قصيرة تم عقد الجزء الثاني من اللقاء للاجابة على استفسارات وملاحظات الحضور وكانت متنوعة، وتم من خلالها توضيح بعض الامور، والتأكيد عى ما ذكر اثناء المحاضرة بشيء من التفصيل.